الشلة سبب (العلة)..!

* من أهم ما يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار في تربية الأبناء أنها مهمة تكتنفها الصعوبة، وأن النجاح فيها ليس بالأمر السهل، فالإعداد لها شاق، والقيام بها لا يمكن أن يكون من جانب واحد، وعليه فإن النجاح فيها يتطلب تضافر كل الجهود نحو ذات الهدف، وإلا فإن النتاج سيكون مشوبًا ببعض الثغرات، التي قد تقوض بنيان التربية من أساسه.

* أقول ذلك، والجميع يرى تلك التصرفات التي يندي لها الجبين من بعض الصغار والمراهقين، وأول ما يعلق به تجاه تلك التصرفات مقولة دارجة (أهله ما ربوه)، وهي مقولة تفتقد إلى مصداقية المقياس الدقيق، بدليل وجود أبناء لأنبياء عليهم السلام خرجوا من حياض الهداية إلى الضلال.


* وهذا يؤكد على حقيقة أن الوالدين قد يقوما بكل واجباتهم تجاه مسؤولية التربية، ولكنها بكل أسف لا يلمس لها نتاج، بل ما يحدث من الأبناء من تصرفات لا مسؤولة يناقض ذلك تمامًا، حتى مع كونهم ينعمون بأسرة تعي دورها، ويشهد لها بالخير في محيط مجتمعها، وهو ما يدفع إلى تساؤل: لِم يحدث ذلك (التردي) في تربية الأبناء؟!

* وهو تساؤل تبادر إلى ذهني وأنا أستمع لكلمة إمام المسجد، وهو يتحدث بنبرة العتب الشديد، متأسفًا عما حدث من بعض المراهقين في ساحة المسجد من تصرفات لا تليق بمكانة المسجد، فضلا عما قاموا به من تحطيم لبعض (لمبات) الساحة، في تصرفات أثق تمام الثقة أنها أبدًا لا ترضي أسرهم، ولا يمكن بحال أن يقبلوا بذلك من أبنائهم، وهذا ما أعنيه عندما قلت أن الوالدين قد يقوما بواجبهما تربويًا، ولكن (الشارع) يفسد كل تلك الجهود.


* نعم فرفاق السوء هم من يقف خلف كل فساد في أخلاق الأبناء، فتلك التجمعات المريبة، التي لا يطمئن لظاهرها، ولا يمكن بحال أن يؤمن باطنها، هي من يقف خلف كل تلك التصرفات السلبية، التي تصدر من أولئك المراهقين، دون أن يراعوا في ذلك أي اعتبارًا لقيم أو جهود تربوية، تنطلق من المنزل، وتصقل في المدرسة، وتنحر من الوريد إلى الوريد في الشارع، والسبب (الصاحب ساحب).

* وهنا يحضرني صورة ذلك الأب الذي تسبق دموعه لسانه، وهو يتحدث عما يعانيه من أبنائه، وكيف أنه (فشل) تربويًا، يقول ذلك وهو يعترف بحقيقة مؤلمة، يتجرع ويلاتها كل لحظة، فما من أب إلا ويتمنى أن يرى في أبنائه الصورة (المثالية) المطلقة، والصلاح الذي يضرب به المثل، هذا وهو يَجِدُّ في ذلك، ولكنه يصطدم بما لا قبل له به حيث (الشلة)، التي تمتد بأذرعها؛ لتهدم ما بنته ذراع واحدة أو بضعة أذرع: «إذا ألف بانٍ خلفهم هادم كفى... فكيف ببانٍ خلفه ألف هادم؟».

* وعليه فإن مما يستوجب التوجيه في هذا ألا ننسى مع كل ما نقوم به من جهود في تربية الأبناء أن نسبق ذلك بدعاء (اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها)، ثم نجعل لأبنائنا نصيبًا من ورد دعائنا، ولا نيأس من صلاحهم أبدًا حتى مع مشقة سطوة الشارع، والشلة، وواقع أن لكل منهم اليوم (عالمه الافتراضي)، الذي يختلف اختلافًا جذريًا عن زمن كان فيه الطارف من الجماعة في التربية ينوب، أصلح الله لنا ولكم، وعلمي وسلامتكم.

أخبار ذات صلة

أمير الشرقية يلتقي الكُتّاب
فيضٌ عاطر من صيد الخاطر
رصـــــــاص
متى تتوفَّر مصادر التمويل؟!
;
إسرائيل: كلب مجنون بدون أسنان
عسير.. أيقونة المصايف وعروس السياحة
الذهب الوردي السائل في المملكة
شارع سلطانة!!
;
الطبيب (سعودي).!
حين تغيب الرقابة ٣ مرَّات..!!
العالم المصري (مشرفة).. اينشتاين العرب!!
الأخلاقُ.. كائنٌ حيٌّ!
;
500 مليون دولار.. للقضاء على مرض شلل الأطفال
القصيدة الوطنية.. بدر بن عبدالمحسن
محمد بن سلمان.. القائد الاستثنائي ومنجزات وطن
الربيعة.. وشفافية الوزارة