كتاب

سباق مع الزمن لأمن الوطن

للنظافة تقدير كبير في شرع الله الإسلامي؛ لأنَّها من العوامل الأساسيَّة في المحافظة على الصحَّة التي هي من أكبر نعم الله على الإنسان.

لا تقتصر النظافة على البدن والمسكن والمأكل والمرافق العامَّة، بل تتعدَّى ذلك إلى الغلاف الخارجي الذي يحيط بكوكب الأرض، وهو الذي شاء الله جلَّت قدرته أن يقي سكَّان الأرض من حرارة الشمس المحرقة.. فأي ضرر يصيب الغلاف الجوِّي يؤثِّر في حياة المخلوقات مِن بشر وحيوان، ومن نبات يوفر سلَّة الغذاء للمخلوقات كافَّة، ومن شجر لتنقية الهواء الذي نستنشق.


كانت أمور البشر مع الغلاف الجوي ونظافته على ما يرام إلى أن بدأت الثورة الصناعيَّة باستخدام الفحم والبترول ومشتقَّاته مصادر للطاقة؛ ممَّا تسبَّب بإطلاق المركبات والمصانع ووسائل النقل غازاتٍ وأبخرة كانت العامل في رفع حرارة كوكب الأرض درجة ونصف الدرجة؛ قابلة للمزيد في السنوات المقبلة.. ومع تغير في المناخ، حدثت الفيضانات واندلعت الحرائق التي ما تزال حتى اليوم تقضي على الأحراش والغابات والزرع والشجر في عدد كبير من بلدان العالم على اختلاف قاراتها.. وهذه كلُّها المصدر الرئيس لإطلاق الأوكسجين الذي نستنشقه ويبقينا على قيد الحياة.. وإزاء هذا الأمر، راحت لجنة المناخ التابعة للأمم المتحدة تطلق تحذيرًا شديد اللهجة، مشيرة إلى أنَّ «العالم قريب بشكل خطير من ارتفاع درجات الحرارة الجامح.. وأنَّ اللوم يقع على عاتق البشر بشكل لا لبس فيه.. هذا بالإضافة إلى موجات الحرارة المميتة والأعاصير القويَّة والظروف الجويَّة المتطرِّفة الأُخرى التي تحدث الآن.. ومن المرجَّح أن تصبح أكثر حدَّة».

ووصف الأمين العام للأمم المتَّحدة، أنطونيو غوتيريش، ما ورد في تقرير لجنة المناخ بأنَّه «رمز أحمر للبشريَّة»، داعيًا إلى «وضع حدِّ فوري لطاقة الفحم وأنواع الوقود الأحفوري الأخرى عالية التلوُّث».


وفي ضوء ما تقدَّم، تبدو الحاجة ماسَّة إلى استخدام الطاقة البديلة التي توفِّرها الشمس، والتقنية المتقدِّمة لتوليد الطاقة النظيفة.. وهذا ما استجابت له قيادتنا الرشيدة باعتمادها إنشاء صناعة جديدة لتكنولوجيا الطاقة المتجدِّدة، ودعم بناء هذا القطاع الواعد من خلال تسخير استثمارات القطاع الخاص وتشجيع الشراكات بين القطاعين العام والخاص لتحفيز القطاع الخاص والمهتمِّين بالاستثمار في قطاع الطاقة المتجدِّدة.. وذلك بإيجاد سوق تنافسي محلِّي للطاقة المتجدِّدة، كما يعكس حصول المملكة على أقل الأسعار في العالم لمشروعات الطاقة المتجدِّدة، جاذبية هذا الاستثمار بتقديم المملكة السعر الأكثر تنافسيَّة على مستوى العالم في توليد طاقة الرياح والطاقة الشمسيَّة وبتكلفة إنتاج تُعدُّ رقمًا قياسيًّا عالميًّا.. كما بدأت مدينة الملك عبدالله للطاقة الذريَّة والمتجدَّدة ضمن منظومة الطاقة في المملكة بوضع الخطط الوطنيَّة وتنفيذها لتمكين الطاقة الذريَّة من الإسهام في مزيج الطاقة الوطني لتلبية متطلَّبات التنمية الوطنيَّة المستدامة ضمن مستهدفات رؤية المملكة 2030 وتعزيز دور المملكة دوليًّا بوصفها رائدة وفاعلة في مجال الطاقة.

ومن أهم فوائد إدخال الطاقة الذريّة للمملكة تنويع مصادر الطاقة وتعظيم أثرها الإيجابي على الاقتصاد والبيئة بدلًا من الاعتماد التام على البترول ومشتقّاته في إنتاج الطاقة ممّا يديم الاستفادة من الموارد البتروليَّة عبر الزمن للأجيال القادمة.. كما ستسهم الطاقة الذريّة وتطبيقاتها السلميّة في توليد الكهرباء ومعالجة بعض التحدِّيات التي تواجه المملكة؛ كتحدي الشحِّ المائي الذي تعاني منه المملكة من جرَّاء التوسُّع في استخدام الطاقة الذريّة لتحلية المياه المالحة.. سباق مع الزمن من أجل حياة كريمة ساطعة البياض.. وليس أصدق من (الوقاية خير من العلاج).

أخبار ذات صلة

قبسات من رأس المال الاجتماعي.. والأسوة الحسنة
المملكة تعيد رسم خريطة التكامل الاقتصادي مع العراق
تعرَّف على نفسك !!
إيجاري.. والحاجة للتطوير
;
معكوســــــــة
الحوكمة في الأزمات
الزي الوطني.. هوية الأمة وعنوان حضارتها
لصوص (المساجد).!
;
سلالة النبيِّ هارون..!!
أنا ونحنُ.. وآخرون
تناقص معدلات الإنجاب حول العالم!
المؤسس.. وقرار اكتشاف واستخراج الثروة المعدنية
;
رؤية السعودية.. رحلة تنموية ومستهدفات فائقة الجودة
الجامعات السعودية وتقرير رؤية 2030
المخالفات المرورية.. ومحدودو الدخل
«فيوز القلب» بعد صلاة الفجر..!!