كتاب

التعايش.. مطلبٌ هام

ظهرت في الآونة الأخيرة، ومع تزايد حالات الإصابة بفيروس كورونا، بعض المُطالبات بالرجوع إلى النقطة (صفر) من بدايات ظهور الفيروس وفرض الحظر مرة أخرى، وبالتالي إيقاف المهرجانات والفعاليات التي تقام في مدن المملكة المختلفة، لكي لا تكون سبباً في انتشار هذا الفيروس.. فهل تتفقون مع هؤلاء؟!.

أرى أن الفيروس انتشر في أوروبا وأمريكا بأعداد مُخيفة ومُتزايدة دون أن يكون لديهم فرض حظر، ودون أن يكون لديهم مهرجانات أو فعاليات، فالقضية ليست فرض حظر أو إيقاف «فعاليات» أو «مهرجانات»، وإنما «قضية وعي» بكيفية التعامل مع الفيروس وانتشاره سريعاً، و»سريعاً جداً»، فمن لا يُريد أن يُصاب، فليتبع الإرشادات بالتباعد، ولبس الكمامة، وعدم المصافحة، و»النظافة» قبل كل شيء.


العالم يتعايش مع الفيروس، ولا إغلاق للمحلات والمولات، ولا (حَجْر) ولا تضييق على الناس، بحكم أن المعيشة والاقتصاد «مرهونان بالإجراءات والقرارات»، فلو أُغلقت الأبواب والأجواء، لأُغلقت أرزاق مئات الأُسر.. «فالتعايش» مطلب، وعدم الإغلاق هو (الحل الصحيح)، ولا علاقة له بمهرجان أو احتفال أو خلافه.

صحيح أن «التجمع والازدحام» لهما دورٌ في الإصابة بالفيروس، ولكن الوعي له دور أكبر في عدم الانتشار، فأنت عندما تحضر مهرجاناً أو احتفالاً أو أي مناسبة من المناسبات (البس الكمامة) و(اغسل يديك جيداً) و(تباعد عن الناس)، وبالتالي (تُحصِّن) نفسك وأُسرتك.


إذاً القضية مناطة بك أنت أولاً وأخيراً.

أنت من يستطيع احتواء الفيروس وانتشاره.. وأنت من يستطيع حماية نفسك وأسرتك من الإصابة به، وأنت من تستطيع أن (تستهتر) ولا تُبالي بالتعليمات ولا تلتزم بها، وبالتالي عليك أن تتحمل عواقب أفعالك، وليس لك الحق أن تلوم المؤسسات أو المهرجانات والاحتفالات والقائمين عليها.

من وضع هذه السياسات والبرامج والفعاليات مؤسسات تهمها أمرك، وراحتك، وسعادتك، وتبحث عن أرصدة ثقافية ونفعية لك.. وبالتالي عن (جودة الحياة).

عدم الإغلاق، وكذلك الفعاليات والمهرجانات لها «آثار إيجابية» عدة منها: استمرار الحياة، وانتعاش الاقتصاد، وتوظيف الكوادر، لأنها تُمثِّل رزقاً لمن يعمل في هذا المجال وغيره، وصدىً إعلاميًا للوطن، وجلبًا للسياح والمُستثمرين.. فلا تجعلوا من عدم الإغلاق وإقامة المهرجانات والفعاليات شمَّاعة لفرض «آرائكم» التي لا تتعايش ولا تتوافق مع أزمنتنا الحاضرة، ولا مع العقلية التي وصلنا إليها، ولا مع التوجهات والاستراتيجيات التي انتُهِجَت وخُطّط لها منذ عشرات السنين.

أخبار ذات صلة

قبسات من رأس المال الاجتماعي.. والأسوة الحسنة
المملكة تعيد رسم خريطة التكامل الاقتصادي مع العراق
تعرَّف على نفسك !!
إيجاري.. والحاجة للتطوير
;
معكوســــــــة
الحوكمة في الأزمات
الزي الوطني.. هوية الأمة وعنوان حضارتها
لصوص (المساجد).!
;
سلالة النبيِّ هارون..!!
أنا ونحنُ.. وآخرون
تناقص معدلات الإنجاب حول العالم!
المؤسس.. وقرار اكتشاف واستخراج الثروة المعدنية
;
رؤية السعودية.. رحلة تنموية ومستهدفات فائقة الجودة
الجامعات السعودية وتقرير رؤية 2030
المخالفات المرورية.. ومحدودو الدخل
«فيوز القلب» بعد صلاة الفجر..!!