كتاب

كبار السن أولى بالرعاية

قبل أكثر من 40 عامًا كنت في جولة على كورنيش مدينة (سانتا مونيكا) في ولاية كاليفورنيا باحثاً عن شقة للإيجار حيث كنت طالباً في مرحلة الدراسات العليا، فلفت انتباهي أجمل مبنى مشيّد على الكورنيش يظهر كأنه قصر قديم تحول إلى فندق خمسة نجوم وعندما توقفت لأسأل عن هذا المبنى قيل لي أنه مبنى مخصص لاستضافة كبار السن الذين لم يعد لهم قدرة على البقاء في منازلهم وعدم وجود من يرعاهم ولكنهم استثمروا لهذا اليوم من خلال بوالص تأمين ظلوا يدفعون قيمتها منذ أن كانوا في سن الشباب تحسباً لهذا اليوم الذي لم يجدوا فيه من يرعاهم من الأبناء والبنات، والحقيقة اندهشت من هذه الخدمة المتميزة التي تقدمها بعض شركات التأمين في الولايات المتحدة آنذاك وتمنيت أن يكون في بلادنا مشاريع مماثلة، وإن كان الرعيل الأول من رجال الأعمال والأثرياء قد قاموا بمشاريع خيرية لإيواء العجزة والفقراء، إلا أنه للأسف الشديد لم تحظ بالرعاية والاهتمام من ورثة الأغنياء والميسوري الحال فتحولت إلى بؤر أمراض وفساد في بعضها ولم تصبح لائقة بأي حال من الأحوال للسكن في بعضها.

إن ما أطرحه اليوم يتماشى مع التوجه الحكيم لقيادة المملكة بإصدار وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية للائحة التنفيذية لنظام حقوق كبار السن ورعايتهم والتي تطبق على من يبلغ الستين عاماً من الرجال والنساء والذين تبلغ نسبتهم حوالى 5% من إجمالي عدد السكان في المملكة، والتي تضمن لهم العيش في بيئة كريمة تحفظ حقوقهم، ومع هذا النظام الجديد أتمنى أن تنشئ لكبار السن مجمعات سكنية ذات رعاية خدمية صحية متميزة في مواقع إستراتيجية مطلة على البحر أو على حدائق عامة في أرقى الأحياء تقدم لهم خدمات فندقية على مستوى رفيع تمكّن الأسر الميسورة وغير الميسورة غير القادرة على رعاية كبار السن لديها للاستفادة من هذه الخدمات، على أن تتاح لهم فيها الرعاية الصحية والنفسية اللائقة في بيئة إنسانية آمنة مع الحفاظ على خصوصياتهم وتلبية احتياجاتهم ونوعية حياتهم، مع إمكانية ان يظل كبار السن مندمجين في المجتمع، مع إتاحة الفرصة لهم للاستفادة من بعض برامج التعليم والتدريب الملائمة لهم، وإمكانية الحصول على الخدمات الاجتماعية والترفيهية والقانونية لحمايتهم للحفاظ على حقوقهم ورعايتهم وتعزيز استقلاليتهم.


إن هذه الفئة التي قدمت للمجتمع العطاء والخبرات والتضحية طيلة فترة شبابها تستحق الرعاية والاحترام على أكمل وجه عند الوصول إلى هذه المرحلة بتوفير كافة الخدمات اللازمة لهم. واقترح أن تطبق فكرة التأمين ضد الشيخوخة للأفراد ابتداءً من مرحلة عملهم حتى تقاعدهم وقد تكون البداية من شركة التأمين التعاونية التي تملكها الدولة ولا مانع أن تتوسع بقية شركات التأمين في نفس المجال، أو تنشأ شركات تأمين متخصصة ضد الشيخوخة تبادر بإنشاء هذه المجمعات السكنية المتخصصة لكامل الخدمات. ولإنجاح هذه الفكرة تحتاج في البداية إلى دعم حكومي في توفير الأراضي الملائمة لتقديم بعض من الدعم للشركات المنفذة لهذه المشاريع.

أخبار ذات صلة

قبسات من رأس المال الاجتماعي.. والأسوة الحسنة
المملكة تعيد رسم خريطة التكامل الاقتصادي مع العراق
تعرَّف على نفسك !!
إيجاري.. والحاجة للتطوير
;
معكوســــــــة
الحوكمة في الأزمات
الزي الوطني.. هوية الأمة وعنوان حضارتها
لصوص (المساجد).!
;
سلالة النبيِّ هارون..!!
أنا ونحنُ.. وآخرون
تناقص معدلات الإنجاب حول العالم!
المؤسس.. وقرار اكتشاف واستخراج الثروة المعدنية
;
رؤية السعودية.. رحلة تنموية ومستهدفات فائقة الجودة
الجامعات السعودية وتقرير رؤية 2030
المخالفات المرورية.. ومحدودو الدخل
«فيوز القلب» بعد صلاة الفجر..!!