كتاب

يوم (التأسيس)

* الحديث عن الوطن حديث لا يمل، فالوطن هو الحياة، ولا حياة بدون وطن، أمام قامة الوطن يقصر بيان الفصحاء، ويقل أمام سمو مكانته، وعظيم فضله كثير العطاء، الوطن هو الحب الذي يتسامى فوق أي اعتبار لمصلحة أو حب معاوضة أو نظرة مادية قاصرة تبحث عن نفسها بين أخذ وعطاء، فالوطن فوق كل ذلك، لأجله تبذل الأرواح صعوداً إلى بارئها كأجمل ما يكون الذهاب، وأعظم ما يكون البقاء.

* وإنني لا أذيع سراً عندما أقول إنني أجد صعوبة عند الحديث عن الوطن؛ لإيماني أنني مهما قلت في حقه فإنني سأخلص إلى حيث قناعة أنني لم أقل شيئاً، وكيف لحرفي أن يبلغ الرضا عن نفسه، والحديث عن (السعودية) الكيان الكبير، والتاريخ المجيد، والوطن العظيم، أكبر من أن يبلغ الحرف في شأنه مبتغاه، وكيف له ذلك، والفضل أكبر من أن يرد، وأعظم من أن يوفى، وأسمى من أن يُحاط به.


* أكثر من 300 عام مضت على تأسيس هذا الكيان، حيث الدولة السعودية الأولى، على يد الإمام محمد بن سعود رحمه الله، في 30 جمادى الآخرة 1139هـ الموافق 22 فبراير 1727م، ذلك اليوم الذي له ما بعده من سجلات الكفاح، ومعاني العطاء، والتضحيات، التي من نتاجها ما نعيشه اليوم من واقع دولة ذات شأن، وأسماء قادة حفظ لها التاريخ كفاحها، وما بذلته في سبيل أن تكون (السعودية) كما هي اليوم، رغم كل العواصف، والأحداث التي عصفت بالعالم، على مدى ثلاثة قرون، ومع ذلك كان لهذا الوطن رجاله المخلصون، الذين عملوا لأجل الوطن فكان وصوله سيادة، واسمه قيادة، ومكانه ومكانته، في العالمين ريادة.

* إن مما يعنيه (يوم التأسيس) هو التذكير بما لهذا الوطن من (عمق) تاريخي، وهو عمق يتحدث فخراً بالسعودية على مر مراحل بنائها، ذلك البناء الذي اتخذ من (الوحدة) منطلقاً لبناء الدولة، ومرتكزاً تقوم عليه دعائمها، فجاء استواء الكيان، دولة قوية رغم الأطماع، وتوالي الأحداث، فكان يوم توحيد البلاد على يد الملك عبدالعزيز رحمه الله في 21 جمادى الأولى 1351 الموافق 23 سبتمبر 1932 (اليوم الوطني)، إعلان انطلاقة جديدة للسعودية الكيان الكبير، نحو آفاق أرحب من البناء، والتنمية، والاسم الذي نتفيأ ظلاله اليوم، فخرًا، واعتزازًا بالسعودية الماضي، والحاضر، والمستقبل.


* هكذا قرأت الوطن في يوم تأسيسه، وهي قراءة تظل أمانة في عنق كل أب عليه واجب تبليغها لأبنائه، حيث الوطن هو معنى الوجود، وأن نعمة (السعودية) تستحق منا بعد حمد الله تعالى، أن نتفانى تمسكاً بها، وعملاً على أن نكون دوماً حيث أملها منا، أبناء وطن كما يستميتون دفاعاً عنه، فإنهم يسابقون الزمن إسهاماً في رفعته، وسعياً إلى عليائه، وتجسيداً بكل مسؤولية لـ(ارفع رأسك أنت سعودي)، دام عزك يا وطن.. وعلمي وسلامتكم.

أخبار ذات صلة

قبسات من رأس المال الاجتماعي.. والأسوة الحسنة
المملكة تعيد رسم خريطة التكامل الاقتصادي مع العراق
تعرَّف على نفسك !!
إيجاري.. والحاجة للتطوير
;
معكوســــــــة
الحوكمة في الأزمات
الزي الوطني.. هوية الأمة وعنوان حضارتها
لصوص (المساجد).!
;
سلالة النبيِّ هارون..!!
أنا ونحنُ.. وآخرون
تناقص معدلات الإنجاب حول العالم!
المؤسس.. وقرار اكتشاف واستخراج الثروة المعدنية
;
رؤية السعودية.. رحلة تنموية ومستهدفات فائقة الجودة
الجامعات السعودية وتقرير رؤية 2030
المخالفات المرورية.. ومحدودو الدخل
«فيوز القلب» بعد صلاة الفجر..!!