كتاب

حقوق الناس (يا ناس)..!

* إن مما استهان به كثير من الناس أمر (الدَّين)، هذا الأمر الذي ضاعت بسببه الكثير من الأموال، التي (أسعف) بها أصحابها من قصدهم؛ ليس لهم من هدف سوى (تفريج) كربة، ومد يد العون إلى حين مسيرة، ولكن بكل أسف كم من دائن لازال ينتظر السداد، ولسان حاله كواقف ينادي على أصحاب المقابر.

* حيث لا حياة لمن تنادي، في تجاهل عجيب ممن جاء منكسر الخاطر، شاكي الظروف، ثم ما أن يحصل على مبتغاه حتى يدخل في (الغيبة)، التي قد ينسى مع طول أمدها الدائن دينه، وهي معاناة أسهمت في (فقد) الثقة بين الناس، ودخل الكثير في معاناة شكاوى المطالبة بالسداد، وهنالك من آثر أن يترك سداد ما له من حق ليوم الحساب.


* فماذا عساه أن يفعل مع من أنكر أو من ليس لديه سوى المواعيد، ولم يسدد؟، أو ذلك الذي (شين وقوي عين) يستدين حقوق الناس ثم (يزعل) عليهم؟، أو ذلك الذي أطلقها يميناً بالله ضجت بها السماء منكراً لما في ذمته؛ ليخرج بذلك من فسحة السداد إلى ضيق يوم الحساب؟.

* وهذا يعيدني إلى قصة ذلك البائع الذي نادى على المشتري (الحساب يا أخ)، فرد عليه قائلاً: الحساب يوم الحساب، فقال: والله إن الحساب هنا أيسر لك، وهذا هو حال ذلك الضمير الحي، الذي يدرك أنه سوف يُسأل، ويُحاسب، أما الآخر الذي اعتاد أن يأكل أموال الناس بالباطل، أياً كان مصدر ذلك الباطل، فلا يقيم لذلك وزناً، وإلا لأدرك أنه على خطر، وجدير به وأولى أن ينقذ نفسه.


* وإن من أشد العجب أن ينشد التوفيق، والسعادة، وصلاح الأمر من ذمته (حبلى) بديون الناس، ومع ذلك (ما فرقت معاه)، رغم يقين أنها ديون لا خلاص له منها إلا بالسداد، ذلك السداد الذي لا مفر منه أبداً، فإن اعتقد أنه (فر) من الدنيا، فأين المفر له من الآخرة؟، أقول ذلك، وأنا أتأمل تعليقات المتابعين على ذلك الاستطلاع الذي طرحته في حسابي في تويتر، الذي موضوعه: هل سبق أن (استلف) منك أحد، و(سحب) على السداد؟.

* لقد اكتسحت (نعم) التصويت، ومن تفضل بالتعليق كشف عن واقع مؤلم، وأمر جلل، وخطير، فصاحب الدين لا ينسى حقه، وإن نسي فما نسي من استودعه (حسبي الله ونعم الوكيل)، ذلك هو لسان حال كل من قدم من ماله (باختياره) عوناً لأخيه، الذي طرق بابه (مستديناً) على وعد (بسداده)، فكان ذلك آخر عهد له بماله.

* لقد وجدت في ذلك الاستطلاع -مع مرارة تلك التعليقات- ما يستحق أن أفرد له هذا المقال، حيث طرق هذا الموضوع الهام، الذي يأتي في حكم (المسكوت عنه) رغم أهميته، ومما تهاون فيه الناس رغم خطورته، وهو في أشد حاجة إلى أن يتناول بشكل واسع من على منابر الجمع والجماعات، وبما يمثل أهمية وخطورة: حقوق الناس (يا ناس).. وعلمي وسلامتكم.

أخبار ذات صلة

قبسات من رأس المال الاجتماعي.. والأسوة الحسنة
المملكة تعيد رسم خريطة التكامل الاقتصادي مع العراق
تعرَّف على نفسك !!
إيجاري.. والحاجة للتطوير
;
معكوســــــــة
الحوكمة في الأزمات
الزي الوطني.. هوية الأمة وعنوان حضارتها
لصوص (المساجد).!
;
سلالة النبيِّ هارون..!!
أنا ونحنُ.. وآخرون
تناقص معدلات الإنجاب حول العالم!
المؤسس.. وقرار اكتشاف واستخراج الثروة المعدنية
;
رؤية السعودية.. رحلة تنموية ومستهدفات فائقة الجودة
الجامعات السعودية وتقرير رؤية 2030
المخالفات المرورية.. ومحدودو الدخل
«فيوز القلب» بعد صلاة الفجر..!!