كتاب

أفكار في التطوير الجامعي

إن تفعيل عملية تطوير التعليم الجامعي هي مسؤولية مشتركة بين مثلث الشراكة؛ الجامعة وما في مستواها، والفرد، والمجتمع، ومن ثم فإن عمليات التطوير تتوقف على إسهام كل من هذه الأطراف الثلاثة في إحداث التوازن المفترض بين أبعاد هذه المسؤولية.. فمخرجات التعليم الجامعي ليست مجرد نواتج كمية للخريجين والخريجات بل هو تراكم معرفي وحضاري وخبرات مكتسبة تعبر عن نفسها في أرض الواقع تطويراً وتغيراً وتحديثاً وإبداعاً وابتكاراً.. ومن ثم فإن التناول الكيفي يجب أن يواكبه إن لم يسبق التناول الكمي بقضايا التطوير وآلياته وعملياته وأهدافه ومنجزاته.. وعلى ضوء هذه المسلمات يجب أن تشمل عمليات التطوير المحاور التالية:

أولاً: فتح الآفاق أمام إدخال التخصصات الحديثة؛ لأن حركة المجتمع ومتطلباته موصولة شئنا أم أبينا بالمنظومة العالمية التي فرضت إيقاعات سريعة ومهام ومشكلات معقدة لا يمكن مواجهتها إلا بالتسلح بأسلحة العصر وتحدياته، ومن هذه التخصصات:


- الحاسبات الآلية وأسس استخدامها في عملية التدريس، تكنولوجيا المعلومات «كيفية الحصول عليها وتخزينها وبرمجتها ومعالجتها»، تكنولوجيا التعليم وآلياتها، المكتبات الإلكترونية، التعليم عن بعد والجامعات المفتوحة.. وغيرها من التخصصات الملائمة.

ثانياً: مستوى تأهيل عضو هيئة التدريس:


يظل عضو هيئة التدريس يشكل حجر الزاوية في العملية التعليمية ويقف بقوة خلف نجاح أو فشل أي عمليات للتطوير والتحديث، ومن ثم فإن الحرص على رفع مستوى تأهيله وتزويده بالخبرات والمعارف ذات المستوى الرفيع أمر حيوي كما أن تدريبه المستمر أثناء الخدمة لا يقل أهمية عن تأهيله باعتبار أن تأهيله وتدريبه يؤثران بشكل تراكمي على خبراته التي يمتد تأثيرها على أجيال متعاقبة من الطلاب والطالبات، وعليه فإن الاستثمار في هذين المطلبين هو أفضل أنماط الاستثمار وأعلاها عائدًا، كما أن الحرص على أن يقتصر التدريس في صفوف البكالوريوس من حملة الدكتوراة في التخصص أمر في غاية الأهمية وإلى تحولت المرحلة الجامعية إلى مرحلة ثانوية عليا إذا تمت الاستعانة بعناصر غير مؤهلة للمستوى المطلوب.

ثالثاً: دور الجهد في النجاح.

تشكل قضية المشاركة الإيجابية للطالب في المرحلة الجامعية القائمة على بذل الجهد محورا هاما من المحاور التي تقوم عليها عمليات التطوير وآلياته فالدور الذي يبذله الطالب في الحصول على المعلومات والوصول إليها أكثر أهمية في ترقيته وتعليمه من المعلومة ذاتها، فلا يكفي أن نعرف وإنما يتعين أن نعلم طلابنا كيف يعرفون وكيف يصلون إلى المعرفة وكيف يوظفونها في حياتهم كما يجب أن تكون تقديرات النجاح انعكاسًا للمستوى الحقيقي للطلبة حتى يسهم هذا في تكوين صورة إيجابية عن الذات يمكن أن يكون لها مصداقية في أرض الواقع، وأن يكون النجاح انعكاسًا للمستوى، ويصعب أن يحدث هذا إلا إذا كانت هناك قناعة بذلك من كافة أطراف العملية التعليمية.

أخبار ذات صلة

قبسات من رأس المال الاجتماعي.. والأسوة الحسنة
المملكة تعيد رسم خريطة التكامل الاقتصادي مع العراق
تعرَّف على نفسك !!
إيجاري.. والحاجة للتطوير
;
معكوســــــــة
الحوكمة في الأزمات
الزي الوطني.. هوية الأمة وعنوان حضارتها
لصوص (المساجد).!
;
سلالة النبيِّ هارون..!!
أنا ونحنُ.. وآخرون
تناقص معدلات الإنجاب حول العالم!
المؤسس.. وقرار اكتشاف واستخراج الثروة المعدنية
;
رؤية السعودية.. رحلة تنموية ومستهدفات فائقة الجودة
الجامعات السعودية وتقرير رؤية 2030
المخالفات المرورية.. ومحدودو الدخل
«فيوز القلب» بعد صلاة الفجر..!!