كتاب

أم على قلوب أقفالها؟

عندما أرسل الله تعالى نبيه ورسوله محمد عليه الصلاة والسلام إلى العباد وجعله خاتمًا للرسل والأنبياء، وأنزل عليه القرآن الكريم؛ ليكون تشريعاً ونبراساً للأمة إلى يوم القيامة في مختلف المناحي الحياتية، ولم يترك في هذا الكتاب أمراً من أمور التشريع إلا وذكره ثم فصله، قال تعالى (كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ) وفي هذا الكتاب أيضاً اكتمل التشريع وأتمت أحكامه قال تعالى (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا)، وبالرغم من هذا الإحكام والتفصيل والكمال والتمام إلا أن البعض هداهم الله خرج عن هذا الإطار وبدأ يحرِّم ما أحلَّه الله في كتابه مخالفاً لتلك الشواهد الربانية التي لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها وبدأت التجاوزات في جانب التحريم تتنامى لتحقيق مآرب دنيوية حتى بلغ بالبعض إلى أن يجعل التحريم من لغو الحديث في المجالس وهذا يعد عبثاً وتهاوناً بأمر يخص الله تعالى وفيه تجاوز عظيم على تلك الخصوصية الربانية وهي التحريم مخالفين قوله تعالى (وَقَدْ فَصَّلَ لَكُم مَّا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ) الأنعام 119. ثم جاء وصف لمن يفعل ذلك في قوله تعالى (سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِن شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ حَتَّى ذَاقُوا بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِندَكُم مِّنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِن تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ).

وفي هؤلاء المحرمين قال الله تعالى (وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ) النحل 116، وقال الله تعالى (قُلْ هَلُمَّ شُهَدَاءَكُمُ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ أَنَّ اللَّهَ حَرَّمَ هَذَا فَإِن شَهِدُوا فَلَا تَشْهَدْ مَعَهُمْ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَهُم بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ) الأنعام 150.


فالمحرمات في كتاب الله مبينة ومفصلة حددت في الآيات التاليات:

في سورة الأنعام الآيات (من 151- 153) قال تعالى (قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ.... إلى قوله تعالى.... ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)، وفي سورة النساء الآية (23) قال تعالى (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالَاتُكُمْ وَبَنَاتُ الْأَخِ وَبَنَاتُ الْأُخْتِ وَأُمَّهَاتُكُمُ اللَّاتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُم مِّنَ الرَّضَاعَةِ وَأُمَّهَاتُ نِسَائِكُمْ وَرَبَائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُم مِّن نِّسَائِكُمُ اللَّاتِي دَخَلْتُم بِهِنَّ) النساء الآية 23، وفي سورة البقرة الآية (275) قال تعالى (وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا)، وفي سورة المائدة الآية (3) قال تعالى (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ).


ولمن يقول إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يحرِّم من عنده أقول: إنكم بذلك تخالفون كلامه عليه الصلاة والسلام حين قال «ما أحل اللهُ في كتابِه فهو حلالٌ وما حرم فهو حرامٌ وما سكت عنه فهو عفوٌ فاقبلوا من اللهِ عافيتَه فإن اللهَ لم يكنْ لينسَى شيئًا ثم تلا (مَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا)».. وبعد هذا نقول قول الله تعالى (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا).. والله من وراء القصد.

أخبار ذات صلة

لصوص (المساجد).!
سلالة النبيِّ هارون..!!
أنا ونحنُ.. وآخرون
تناقص معدلات الإنجاب حول العالم!
;
المؤسس.. وقرار اكتشاف واستخراج الثروة المعدنية
رؤية السعودية.. رحلة تنموية ومستهدفات فائقة الجودة
الجامعات السعودية وتقرير رؤية 2030
المخالفات المرورية.. ومحدودو الدخل
;
«فيوز القلب» بعد صلاة الفجر..!!
حديث القلب.. من ولي العهد
رؤية الحاضر للمستقبل
عام ثامن لرؤية مباركة
;
تعزيز منهج تعليم الخط العربي
الحُطيئة يهجو نادي النصر
الوعي.. السلاح الخفي!!
الكلمات قد ترسم المسارات..!