كتاب

المزجاجي.. والرحيل المفاجىء

اتصل بي الأستاذ الدكتور عبدالله حمود الحربي أستاذ الإحصاء وعضو مجلس الشورى سابقًا ينعى جاره وزميلنا في جامعة الملك عبدالعزيز الأستاذ الدكتور أحمد داوود المزجاجي أستاذ علم الإدارة العامة في كلية الاقتصاد والإدارة، وحقًا لم يكن أمره إلا إخبارًا عن قدر مفاجئ لأنني أعرف أنه كان في صحة طيبة ومتواصل في كتاباته في صحيفة (المدينة) ولكن لكل أجل كتاب.

يعد الدكتور المزجاجي من رواد كلية الاقتصاد والإدارة في الجامعة ويتسم بتميزه في تخصصه وعلو كعبه في النشر العلمي والأبحاث، ويتميز -رحمه الله- بدماثة خلقه وحسن تعامله وقد كانت لي معه مواقف جميلة، منها عندما كان يصدر أي عدد لمجلة الإعجاز العلمي يتصل بي ويبدي ملاحظاته -خاصة لما له علاقة باللغة العربية- مع إشادته المعهودة في محتويات العدد وثنائه الذي أجد فيه راحة في نفسي منقطعة النظير ودعم لي كرئيس تحرير للمجلة.


وكان من مواقفه الجميلة كذلك قمة تواضعه في حضوره بنفسه إلى مكتبي لإهداء كتبه ومؤلفاته، وقلت له وقتها لو كلمتني أنا الذي أحضر إليك فأنت الأكبر قدرًا وعلمًا وسنًا، فقال لي كلمة إلى الآن أشعر بقربها من قلبي أنت ممن تفتخر بهم الجامعة.

رجل من رعيل التربية والاحترام، يمتليء أدبًا ويزدهر علمًا، يثني عليه العديد ممن عرفه لصلاحه وتدينه وعمقه في الفهم والحياة وتلمس العذر لعثرات الآخرين، ترك أثرًا كبيرًا في طلابه، وكان نعم الأستاذ الحريص عليهم والرفيق بهم.


تخرج -رحمه الله- في جامعة فلوريدا في الولايات المتحدة الأمريكية والتحق بعد ذلك بقسم الإدارة العامة كأستاذ مساعد وترقى حتى نال الأستاذية، من كتبه ومؤلفاته ما أصبح معتمدًا للمتخصصين في مجاله ومن تلك المؤلفات: مقدمة في الإدارة الإسلامية، الوجيز في كتابة البحث العلمي، الإدارة العامة، أخلاقيات العمل، قرأت فصولاً في تلك الكتب ووجدت فيها الحس الإسلامي في الربط بالنواحي الإدارية الحديثة، وتميز -رحمه الله- بذوق رفيع عندما يعرض خدماته البحثية للغير ومساعدة طلاب وطالبات العلم في تخصصه، كما كان شغوفًا بالاطلاع على كل ماهو جديد في غير تخصصه، هذا بالإضافة إلى تخصصه العلمي كانت لديه موهبة الشعر وقد استمعت للعديد من قصائده في مناسبات عديدة للجامعة، كما أنه ممارس للكتابة الصحفية خاصة في صحيفة (المدينة) منذ زمن في زاويته الأسبوعية في صفحة الكُتاب ويتطرق في مقالاته بالإشارة والتصريح والتلميح إلى ملاحظات مهمة في حياة المجتمع والناس، لقد كان خفيف الظل، قريباً إلى القلب، ذا همة عالية في العلم، خدم الجامعة في المشاركة في نواحٍ إدارية متعددة خاصة في كلية الاقتصاد والإدارة كما كان عضوًا في المجلس العلمي للجامعة، رحمه الله رحمة واسعة وجعله في مقعد صدق عند مليك مقتدر وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان.. «إنا لله وإنا إليه راجعون».

أخبار ذات صلة

أمير الشرقية يلتقي الكُتّاب
فيضٌ عاطر من صيد الخاطر
رصـــــــاص
متى تتوفَّر مصادر التمويل؟!
;
إسرائيل: كلب مجنون بدون أسنان
عسير.. أيقونة المصايف وعروس السياحة
الذهب الوردي السائل في المملكة
شارع سلطانة!!
;
الطبيب (سعودي).!
حين تغيب الرقابة ٣ مرَّات..!!
العالم المصري (مشرفة).. اينشتاين العرب!!
الأخلاقُ.. كائنٌ حيٌّ!
;
500 مليون دولار.. للقضاء على مرض شلل الأطفال
القصيدة الوطنية.. بدر بن عبدالمحسن
محمد بن سلمان.. القائد الاستثنائي ومنجزات وطن
الربيعة.. وشفافية الوزارة