كتاب

«الغنيمة الباردة الصوم في الشتاء»

يعتبر أحد أقوى المزيلات لسموم الجسم هو الصوم الذي يعمل بطريقة بيولوجية على سحب السموم من الخلايا عبر بوابة الكبد، وفي نفس الوقت يقلل من حدوث الجلطات ويخفف من حدة الأمراض خاصة تلك التي تحدث معظمها في الشتاء، لقد ثبت بحثيًا أن هناك نسبة زيادة لحدوث الجلطات في الشتاء ويعود ذلك لعدة أسباب منها الخمول وضعف الحركة وكثرة تراكم الطعام غير الصحي على الجسم، ومن هنا يمكن إدراك أهمية الصيام في الشتاء المتصف -أي الصيام- بالتحرك البدني، يقول عليه الصلاة والسلام بخصوص الصيام في الشتاء: «الغنيمة الباردة الصوم في الشتاء»، أي الغنيمة السهلة في أدائها، وفي حديث آخر يقول عليه الصلاة والسلام فيما يرويه أبو سعيد الخدري رضي الله عنه «الشتاء ربيع المؤمن.. طال ليله فقامه وقصر نهاره فصامه»، وإن كان هذا الحديث في سنده ضعيف وهو مما يؤخذ به في فضائل الأعمال، وأكد العلماء على أن معناه صحيح، وكان السلف يفرحون بالشتاء وسيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: «الشتاء غنيمة العابدين»، وابن مسعود رضي الله عنه كان يقول: «مرحبًا بالشتاء تنزل فيه البركة ويطول فيه الليل للقيام ويقصر فيه النهار للصيام».

إن النساء اللائي عليهن قضاء رمضان وغيرهم ممن عليه قضاء صيام فرصتهم الصيام في الشتاء لأنه سهل وميسر لقصر نهاره، وهكذا فإن الصيام في الشتاء فرصة لمنح الجسم والخلايا والأنسجة تصحيح وضعها الصحي وتجنيبها الأمراض لأن الفاعلية البيولوجية للخلايا تتحسن بالصوم، ففوائد الصوم بيولوجيًا وصحيًا ونفسيًا متعددة، ويعد أحد الأمور المهمة في اكتساب العافية لما له علاقة بنظرية فوق الوراثة -يقصد بما فوق الوراثة العوامل المؤثرة على الجينات- وبالتالي فإن الصوم يشارك في عملية إبطاء شيخوخة الخلايا وتخفيض نسبة الدهون ويعمل على زيادة الطاقة وتقليل تراكم السموم في الخلايا خاصة خلايا الدماغ والزهايمر (الدراسة تشير إلى أنه يبطىء الزهايمر فقط لكن لا يمنعه).


ومعروف كذلك أن أسهل وسيلة لإنزال الوزن والحد من البدانة والسمنة هو الامتناع عن الطعام المتتالي والذي يتمثل بالصوم، فالصوم يمنح فرصة لضبط إيقاع الجسم ومساعدته في القضاء على كميات الدهون الفائضة نظير استخدامها في إعادة تنظيم عمل أنظمة الجسم والتخلص من الوزن الزائد.

ومن أهم إيجابيات الصوم كذلك أنه يدعم الجهاز المناعي وينشطه بالتقليل من إجهاده بأن يجعل خلايا الجسم تواجه محاربة ما تفرزه الخلايا من سموم ونفايات خلوية ضارة وغيرها مما يكون في الجسم من أحياء دقيقة أخرى مثل البكتيريا وإفرازاتها المختلفة فيسهل الصوم عملية الهضم الآلي لكل تلك المواد والترسبات والنفايات الضارة بالتهامها مما يخفف على الجهاز المناعي، وأخيرًا وليس آخرًا في فوائد الصوم كونه مزيلًا للتراكمات الضارة التي تطيح بالنفس لأن النفس كالجسم لها تراكماتها فالصوم يهذب ويشذب النفس ويخفف عنها الغضب والتوتر، كذلك فإن الصوم يحد من اشتعال الناحية الجنسية فيعمل على تخفيض هرموناتها لذلك كان التوجيه النبوي للشباب الذين لا يجدون الباءة بأن عليهم بالصوم فإنه لهم وجاء أي وقاية.

أخبار ذات صلة

قبسات من رأس المال الاجتماعي.. والأسوة الحسنة
المملكة تعيد رسم خريطة التكامل الاقتصادي مع العراق
تعرَّف على نفسك !!
إيجاري.. والحاجة للتطوير
;
معكوســــــــة
الحوكمة في الأزمات
الزي الوطني.. هوية الأمة وعنوان حضارتها
لصوص (المساجد).!
;
سلالة النبيِّ هارون..!!
أنا ونحنُ.. وآخرون
تناقص معدلات الإنجاب حول العالم!
المؤسس.. وقرار اكتشاف واستخراج الثروة المعدنية
;
رؤية السعودية.. رحلة تنموية ومستهدفات فائقة الجودة
الجامعات السعودية وتقرير رؤية 2030
المخالفات المرورية.. ومحدودو الدخل
«فيوز القلب» بعد صلاة الفجر..!!