كتاب

طريق السلام إلى ركن الإسلام

الطريق إلى المدينتين المقدستين؛ مكة المكرمة والمدينة المنورة أمنية كل من مسلم، يسعى إليهما من أقاصي المعمورة بشوق وحب لأداء فريضة الحج والعمرة.. ومن ثمَّ مدينة رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام للزيارة والتمتع بروحانية المدينة، وما تبعثه في النفس من راحة وطمأنينة.

حتى زمان ليس بالبعيد، وقبل معرفة سبل المواصلات البريَّة بالمركبات والقطارات، كان الوصول إليهما مشيًا على الأقدام يستغرق شهورًا قد تصل إلى ثمانية، أو على ظهور الجمال في قوافل مزوَّدة بالمؤونة وبالمال والعتاد تحسُّبًا لاعتراض قطاع الطرق الذين كانوا منتشرين على طول المسارات للنهب والسلب.. إلى أن كتب الله للملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود نشر الأمن والأمان من الخليج العربي إلى شاطىء البحر الأحمر، ومن تخوم اليمن جنوبًا إلى بلاد الرافدين والشام شمالًا.. وبقيام المملكة العربية السعودية، عادت وفود الحجيج والزائرين تفد إلى المدينتين المقدستين برًّا وبحرًا وجوًّا بداية من مطلع شهري ربيع الأول والثاني، وشهر رجب قادمين من بلدان العالم الإسلامي في قارتي آسيا وأفريقيا، ومن دول أوروبية التي يستهوي العديد من مسلميها قطع آلاف الكيلومترات مشيًا على الأقدام، وامتطاء درَّاجات هوائية.. ولا تسأل عن الفرح الذي يبدو على المحيَّا وهم يدخلون بيت الله الحرام في مكة المكرمة وحرم رسوله الكريم في المدينة المنورة وقد زال عنهم عناء السفر والتعب.


واليوم، بفضل تطور شبكات المواصلات البرية والجوية أصبح بالإمكان أداء الحج والعمرة والزيارة في أيام معدودة، ولبعض في ساعات معدودة من وقت هبوط الطائرة في مطار المدينة المنورة، ومنها إلى الحرم النبوي الشريف للسلام والصلاة.. ثم بقطار الحرمين بساعتين إلى بيت الله الحرام في مكة المكرمة فالطواف والسعي والصلاة في الحرم لساعتين أُخريين، فالعودة بالقطار إلى المدينة المنورة فالطائرة في المطار للعودة من حيث أتوا مودَّعين بأمن الله وسلامته.

ولمن على عجل، وقصدهم الحج والعمرة، والعودة لمقار أعمالهم، فبالطائرة إلى مطار الملك عبدالعزيز في جدة ظهر اليوم التاسع من شهر ذي الحجة، فقطار الحرمين الشريفين إلى بيت الله الحرام في مكة المكرمة لأداء الطواف والسعي، ومنها إلى المشاعر المقدسة ليشهدوا غروب الشمس، وهم على صعيد عرفات.. ثم إلى مزدلفة للتزوُّد بحصوات الرجم، فمنى والمبيت فيها.. وفي صباح اليوم التالي قد يوكِّلون من ينوب عنهم في رمي الجمرات، ويعودون بقطار الحرمين الشريفين إلى بيت الله الحرام لتأدية طواف الإفاضة؛ الوداع متابعين رحلة قطار الحرمين الشريفين إلى المطار، فالعودة إلى ديارهم بعد غياب يومين وليلة واحدة.. وجزى الله القيادة على تقنية المواصلات الحديثة كلَّ خير لتمكينها من هم في عجلة من أمرهم تأدية مناسك الحج والعمرة وفي ساعات معدودة بعد أن كانت تستغرق شهورًا عديدة من قاصدينها من مسلمي أقصى مشارق الأرض ومغاربها.

أخبار ذات صلة

قبسات من رأس المال الاجتماعي.. والأسوة الحسنة
المملكة تعيد رسم خريطة التكامل الاقتصادي مع العراق
تعرَّف على نفسك !!
إيجاري.. والحاجة للتطوير
;
معكوســــــــة
الحوكمة في الأزمات
الزي الوطني.. هوية الأمة وعنوان حضارتها
لصوص (المساجد).!
;
سلالة النبيِّ هارون..!!
أنا ونحنُ.. وآخرون
تناقص معدلات الإنجاب حول العالم!
المؤسس.. وقرار اكتشاف واستخراج الثروة المعدنية
;
رؤية السعودية.. رحلة تنموية ومستهدفات فائقة الجودة
الجامعات السعودية وتقرير رؤية 2030
المخالفات المرورية.. ومحدودو الدخل
«فيوز القلب» بعد صلاة الفجر..!!