إلتون.. وهيئة قوتنا الناعمة

* لاعب كرة القدم البرازيلي (خوزيه إلتون) احترف في ملاعبنا لنحو (10 سنوات)، ورغم رجوعه لبلده البرازيل، إلا أنه بقي سعودياً بقلبهِ وعواطفهِ؛ فعند مغادرته أكَّد: (مستحيل أنسى جمهوري والشعب السعودي عامة.. شكراً لكم، وأنا فخور حقاً بمحبة الجميع لي، سأشتاق لكم ولبلدي السعودية، وأتمنى أن أعود لكم قريبا).

****

* وشهادة على انتماء اللاعب لـ(السعودية)، فقد أطلق اسمها على أكاديميته الرياضية التي أسسها في منطقته، بل واختار الأخضر لوناً وشعاراً لها، فيما أظهرت مقاطع مرئية صغار الأكاديمية وهم يُردِّدون النشيد الوطني السعودي، يُضاف لذلك تفاعله مع المناسبات الوطنية السعودية المختلفة، وآخرها احتفاله بـ(يوم التأسيس)؛ حيث غرَّد في (تويتر): (حبِّيت أُشاركم في يوم التأسيس، ففرحة بلدي السعودية من فرحتي)، مرفقا صورته وهو يرتدي الزي السعودي.

****

* وهنا إذا كانت تلك المشاعر الطيبة من (إلتون) ومبادراته نابعة من ذاته؛ إلا أنه أصبح يُقدِّم وينقل صور إيجابية عن وطننا ومجتمعنا في محيطه وبين متابعيه، وهو بذلك يُنادي بأهمية بحثنا عن أدوات (قوتنا الناعمة)، والعمل على الإفادة منها بما يخدم بلادنا.

****

* ومن أسلحة القوة الناعمة التي علينا استثمارها، العشرات بل المئات من اللاعبين والمدربين الأجانب الذين تستقطبهم أنديتنا في مختلف الألعاب، وهناك عشرات الألوف من طلاب المنح الذين درسوا في جامعاتنا، أو ما زالوا فيها، ويكفي أن الجامعة الإسلامية وحدها تخرَّج فيها أكثر من 80 ألف طالب ينتمون لأكثر من 160 جنسية، يضاف لذلك الفئات الأخرى التي تعيش بيننا.

****

* أما الوصول لمحطة أسر قلوب أولئك وكسب صادق انتمائهم؛ فمِن وسائله حسن المعاملة -وهي من سماتنا في العموم ولله الحمد-، وكذا أن لا نجعلهم بعزلة ودائرة مغلقة، حيث لابد من دمجهم بالمجتمع وثقافته وحضارته وفعالياته الوطنية؛ وهذا يأتي من خلال برامج متخصصة وموجَّهة بالتعاون بين الجهات كافة، أما مَن غادر ويُغادر منهم، فهناك توثيق العلاقة معهم بالتواصل الدائم حتى ولو رقمياً، وكذا إقامة الملتقيات، وهناك التفاعل في هذا الإطار من سفارتنا، إلى غير ذلك من الوسائل والبرامج.

****

* أخيراً (القوة الناعمة) سلاح مهم وأهم في عالمنا اليوم، خاصة مع سطوة مواقع وبرامج التواصل التي اختصرت المسافات ودمجت الثقافات، فما أتطلَّع إليه أن تقودنا رؤيتنا الطموحة نحو 2030م، إلى العناية بهذا الملف بإنشاء (هيئة لقوتنا الناعمة) ترسم سياساتها واستراتيجياتها، وتضع برامجها ومبادراتها بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة، ويبقى هذه دعوة لتكريم اللاعب خوزيه إلتون ليكون أنموذجاً لغيره، وسلامتكم.