كتاب

صف واحد.. لاستئصال آفة المخدرات

انشغلت وسائل الإعلام المحلية خلال الفترة القليلة الماضية بأنباء تفكيك الكثير من شبكات تهريب وترويج المخدرات، وضبط العديد من المتورطين في هذه التجارة المحرمة بالعديد من مدن ومناطق المملكة، مثل الرياض وجدة وجازان وحائل، والباحة ونجران وعسير وغيرها، مما يرفع العديد من علامات الاستفهام حول أسباب هذا التزايد الكبير في محاولات تهريب وترويج هذه السموم، التي يُراد منها تدمير عقول ومقدّرات الشباب الذين هم أعز ما تمتلكه الأمم والشعوب.

ربما يرى البعض أن آفة المخدرات هي بلاء ابتليت به كافة دول العالم، وأن المملكة ليست استثناء من محيطها الإقليمي ومجتمعها الدولي، وهذه حقيقة لا شك فيها، لكن نظرة سريعة لعمليات الضبط الأمنية؛ تثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن هناك تركيز واضح على المملكة لأسباب كثيرة، في مقدمتها الطمع والجشع في نسبة الدخل العالية التي يتمتع بها السعوديون بسبب تطور اقتصادهم، وارتفاع مستوى معيشتهم، وهو ما يغري أولئك الشياطين الذين امتلأت صدورهم بالحقد والحسد، بمحاولات تحقيق مكاسب مالية عبر تهريب وترويج المخدرات.


لذلك، فإن علينا التسليم بأن بلادنا تتعرّض لحملة منظّمة تقف وراءها جهات معادية تحاول إدخال تلك السموم لتدمير شبابنا، وأن هناك تركيز من دوائر شريرة على إغراق المملكة بكل أنواع المخدرات، لأسباب مادية وغير مادية، لذلك تتواصل تلك المحاولات رغم إدراك من يقفون وراءها أن السعودية تستعين بأحدث الأجهزة القادرة على كشف محاولاتهم الشيطانية وإحباطها.

هذه الحقيقة أدركتها السلطات المسؤولة والأجهزة المختصة، لذلك أكملت استعداداتها لإحباط المؤامرات، فوزارة الداخلية مشكورة تبذل جهودا مضنية في تفكيك هذه الشبكات، وتقديم أعضائها لمنصات العدالة كي ينالوا عقابهم الرادع الذي يستحقونه، ولتحقيق هذا الهدف السامي قامت برفع كفاءة عناصرها بالتأهيل العلمي المتطور، والدورات التدريبية المتقدمة، وزوّدتهم بأحدث الأجهزة التي تعينهم على أداء واجبهم المقدس.


كذلك تبذل الوزارة وكافة الأجهزة ذات الصلة جهوداً مقدَّرة للتنسيق مع الدول الأخرى، على الصعيدين الإقليمي والدولي، لتمرير المعلومات وتبادل الخبرات، كما لعبت المملكة دورًا كبيرًا في تطوير قدرات عناصر مكافحة المخدرات في كثير من دول المنطقة، وذلك إيماناً بأن عالمنا اليوم يتشارك مصيره، وأن ما تتأثر به أي دولة سوف يُؤثر على محيطها، لذلك لا بد من جهد جماعي لمواجهة ظاهرة المخدرات؛ التي يجب أن يتعامل معها الكل بوصفها طاعون العصر، وأكبر وباء يهدد البشرية.

ما يهمني التركيز عليه في هذا المقال، هو التأكيد على الدور الذي يجب على المجتمع أن يقوم به لدعم جهود الدولة في القضاء على هذا الوباء الذي يهددنا، فالجهود الرسمية سيكون أثرها ضعيفاً على أرض الواقع إذا لم ندعمها ونكملها، لذا علينا أن نسارع جميعاً للإبلاغ الفوري عن أي تحركات مشبوهة للأشخاص الغرباء داخل أحيائنا السكنية، وألا نتردد في التصدي لمن يحاولون تدمير عقول أبنائنا وإخواننا.

وعلى الآباء والأمهات دور أكبر في أخذ أي من أفراد الأسرة يسقط في فخ التعاطي إلى المراكز العلاجية المتخصّصة والمتوفّرة، فالسقوط في هذا الفخ لا يعني النهاية، لأن الدولة -أعزها الله- قامت بتوفير المراكز الطبية التي تحتوي على كوادر مؤهلة للتعامل مع مثل هذه الحالات، ووفّرت التدابير الكافية التي تحفظ للمرضى سرية معلوماتهم، وتصون كرامتهم، وتوعّدت كل من ينتهك خصوصيتهم بالعقاب الرادع.

ربما لا يزال البعض يظن أن أخذ المدمن لمراكز العلاج سوف يجلب للعائلة وصمة عار تلاحقها، لكن هذه نظرة قاصرة وخاطئة، وآن الأوان لتصحيحها، فمن الوارد أن يتعرض أحد أفراد الأسرة للإخفاق ويسقط في لحظة غفلة، لكن من واجبنا مساعدته والأخذ بيده للنهوض من جديد، وأن نتعامل معه على أنه ضحية وليس مجرد إنسان فاشل وغير ذي فائدة.

أما أولئك المجرمين الذين يروجون سمومهم وسط شبابنا وأبنائنا؛ فلا يجب أن تأخذنا بهم رأفة أو شفقة، فالكثير من الأسر تفككت بسببهم، وآلاف النساء كان مصيرهن الطلاق، وأعداد كبيرة من الشباب فقدوا مستقبلهم وعاشوا مآسي رهيبة، كل ذلك لأن هؤلاء الشياطين يريدون أن يكسبوا المال ويُحقِّقوا الأرباح، ولو كان ذلك على جماجم الأبرياء ومستقبلهم.

أخبار ذات صلة

قبسات من رأس المال الاجتماعي.. والأسوة الحسنة
المملكة تعيد رسم خريطة التكامل الاقتصادي مع العراق
تعرَّف على نفسك !!
إيجاري.. والحاجة للتطوير
;
معكوســــــــة
الحوكمة في الأزمات
الزي الوطني.. هوية الأمة وعنوان حضارتها
لصوص (المساجد).!
;
سلالة النبيِّ هارون..!!
أنا ونحنُ.. وآخرون
تناقص معدلات الإنجاب حول العالم!
المؤسس.. وقرار اكتشاف واستخراج الثروة المعدنية
;
رؤية السعودية.. رحلة تنموية ومستهدفات فائقة الجودة
الجامعات السعودية وتقرير رؤية 2030
المخالفات المرورية.. ومحدودو الدخل
«فيوز القلب» بعد صلاة الفجر..!!