الصراع السوداني.. وتعامل السعودية الإنساني

حاتم سعد العميري Hatem 1403@ تزامنًا مع الوقت الذي ينادي فيه المجتمع الدولي بضرورة وقف إطلاق النار بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع بالسودان والجلوس على طاولة الحوار إلا أن الصراع مازال مستمرًا بين الجهتين دون مبالاة لدولة السودان ومصالحها وليقع الضرر الأكبر على الشعب السوداني ويتهم كل طرف الآخر بخرق الهدنة ليستمر التصعيد العسكري بينهما ولازال السودان في مأزق عسكري وسياسي وما زال هناك مبادرات واتفاقات تهدف إلى هدنة وإيقاف إطلاق نار دائم وإيقاف إراقة الدماء والاستمرار في تنفيذ بنود الانتقال السياسي المدني ومن المتوقع أن ترضخ الأطراف المتنازعة للضغوط الدولية والإقليمية ولابد من تحكيم العقل لإيجاد الحل الأمثل من أجل السودان واستغلال الموارد فيما يعود بالنفع على شعبه. السعودية كعادتها في مقدمة الدول التي تحرص على استقرار دول المنطقة ورخائها طالبت بوقف إطلاق النار والتصعيد العسكري وحماية المدنيين وإنهاء العنف وتوفير الممرات الآمنة للعمليات الإنسانية وتغليب لغة الحوار كونها رقم صعب وصاحبة قرار ولازالت تبذل جهودا في وقف التصعيد وضرورة تغليب المصلحة الوطنية بما يحافظ على مقدرات ومكتسبات السودان وشعبه الشقيق ولم تكتف بذلك بل سعت على الفور من خلال المكانة التي تحظى بها بين الأطراف المتنازعة على إجلاء المواطنين السعوديين ورعايا عدد من الدول الشقيقة والصديقة وتوفير كافة الاحتياجات لهم، وبهذه السياسة الإنسانية تسيدت السعودية بموقفها أنظار العالم نظير تبنيها إجلاء مواطنيها ورعايا الدول، والهدف الأسمى من الإجلاء لا يخرج عن التعامل مع الحدث إنسانيا دون النظر للعرق واللون ودائما ما تؤكد أنها مدرسة في حقوق الإنسان دون النظر. في نهاية المطاف السودان دولة ذات موارد طبيعية هائلة ما تجعلها ذات شأن ونفوذ إلا أن التناحر بين القوى المختلفة سواء السياسية أو العسكرية حال دون تحقيق ذلك، فهي تمتلك مقومات النهوض كونها غنية بالموارد الطبيعية الزراعية والحيوانية والنباتية والمائية كما أنها أغنى الدول الأفريقية والعربية بالثروة الحيوانية ويطلق عليها «سلة غذاء العالم» لقوة الثروة الزراعية إضافة وهي أيضا من أقوى ١٥ دولة من حيث إنتاج الذهب في العالم والثالث في أفريقيا ويمر بها نهر النيل الذي يعد المصدر الرئيس للمياه وجميع ذلك تجعل السودان عند تقديم المصلحة العامة في مصاف دول العالم المتقدمة وبلاشك ستتأثر دول المنطقة بشكل إيجابي أو سلمي.