الثالوث .. في الاتجاه المعاكس ..!

الثالوث .. في الاتجاه المعاكس ..!

الدولة أعزها الله ، وجهت بالتوسع في افتتاح الجامعات في كل مناطق ومدن المملكة، سعياً منها في توطين التعليم وإتاحته للجميع، وهذا أمر واقع ومحسوس لا يحتاج إلى دليل، إيماناً من القيادة بأهمية التعليم ومخرجاته، بعيداً عن فلسفة المتفلسفين! وقد توج الملك العادل عبدالله بن عبدالعزيز أعزه الله ذلك التوجه بأوامره بقبول جميع أبنائه من الطلبة والطالبات في الجامعات، مما ولد شعوراً مريحاً عند أولياء أمور هؤلاء، فارتفعت الأصوات من الحناجر تدعو له بطول العمر ووافر الصحة، إلى هنا والأمر لا يحتاج إلى مزايدة؛ لأن التوجيه الملكي واضح كوضوح الشمس في رابعة النهار. ولكن ما الذي حدث في فترة القبول هذه الأيام؛ إغماءات، صرخات ، نداءات، حوادث ،اعتداءات، إتلاف لمحتويات، هذا الذي نسمعه وتنقله الصحف لنا بصورة غير مسبوقة، تشي بأزمة حقيقية تطل برأسها، بطل مسرحيتها وزارة التعليم العالي والجامعات ،بمشاركة (القياس) الذي تتبع الطلبة والخريجين ،بيت بيت، دار دار، وزنقهم زنقة زنقة ، ناب عن عمادات القبول والتسجيل في الجامعات وسلبها صلاحياتها واقتصر دورها على تسجيل الأسماء فقط، وإعلان النتائج! هذا الثالوث - في نظري- بدلاً أن يكون عوناً للطلاب والطالبات، بات حجر عثرة في قبولهم، الكل علم بطريقة وأخرى ما حدث هذه الأيام في بعض الجامعات من فوضى عارمة في القبول، كان فيتامين ( واو) هو رأس الحربة بصراحة دون استحياء وخوف من الله، راح ضحيته، أصحاب المعدلات المرتفعة، وتم رميهم في طابور البطالة . يا رعاكم الله كيف تحدث مثل هذه المشاكل في القبول والتسجيل، بعد تأسيس أكثر من (32) جامعة، يبدو أن المشكلة تكمن في عشوائية التخطيط بهذه الجامعات، وغياب الإستراتيجية التعليمية لدى وزارة التعليم العالي، فتصاعد وتيرة مشاكل القبول هذا العام بشكل واضح غير مسبوق، يعطي مؤشراً لا يحتمل التخمين، بفقدان العلاقة بين وزارة التعليم العالي والجامعات، ليس ثمة تنسيق بينهما ، القبول والتسجيل أصبح آلياً، فخرجت النتائج الآلية مخيبة للآمال، حرمت أناساً معدلاتهم مرتفعة جداً. والسؤال الذي يطرح نفسه، أين الخلل؟!. هل هو في التقنية، أو عند من يستخدمها؟!. إذا كان وزير التعليم العالي يصرح باستمرار عبر وسائل الإعلام بأن الجامعات ستستوعب جميع الطلاب والطالبات، ومديرو الجامعات كذلك؛ و الواقع يخالف ذلك تماماً، فيا ترى ما الهدف من هذه التصاريح؟! لم نكن نعيش هكذا أزمة من قبل ، نعم ثمة مشاكل في القبول، لكنها ليست بهذا الحجم ومرجعها قلة الجامعات، أما وأن يحدث ذلك في هذا العصر الذهبي، الذي رفع رايته خادم الحرمين الشريفين الملك العادل عبدالله بن عبد العزيز، فهو ما لا يقبله كائنا من كان ، مهما علت الحجة، فالمواطن يتقمص شخصية قيادته الرشيدة، التي لا تقبل التهاون من المسؤول. وثمة سؤال آخر، من يقف خلف هذا التوتر في القبول، وما الهدف منه؟!. ألا ترون يا سادة ،يا كرام ؛ أنه يؤدي إلى شحن نفسي، والضغط النفسي له عواقبه . بقي القول، أين يذهب أبناؤنا وبناتنا ؟ سؤال نضعه امام المسؤول أين ما كان؛ في وزارة التعليم العالي، أو في الجامعات أو في القياس، فقضية القبول في الجامعات هذه السنة وحوادثها، يجب أن لا تمر مرور الكرام ؛بل ينبغي الوقوف امامها مليا ودراستها واتخاذ التدابير التي تحول دون تكرارها في الأعوام القادمة.dr-al-jwair@hotmail.comللتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMSتبدأ بالرمز (90) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى88591 - Stc635031 - Mobily737221 - Zain

أخبار ذات صلة

أمير الشرقية يلتقي الكُتّاب
فيضٌ عاطر من صيد الخاطر
رصـــــــاص
متى تتوفَّر مصادر التمويل؟!
;
إسرائيل: كلب مجنون بدون أسنان
عسير.. أيقونة المصايف وعروس السياحة
الذهب الوردي السائل في المملكة
شارع سلطانة!!
;
الطبيب (سعودي).!
حين تغيب الرقابة ٣ مرَّات..!!
العالم المصري (مشرفة).. اينشتاين العرب!!
الأخلاقُ.. كائنٌ حيٌّ!
;
500 مليون دولار.. للقضاء على مرض شلل الأطفال
القصيدة الوطنية.. بدر بن عبدالمحسن
محمد بن سلمان.. القائد الاستثنائي ومنجزات وطن
الربيعة.. وشفافية الوزارة