تشكيك واختراق لنقاء الأعراق

أَكثَر مِن مَرَّة، ذَكرتُ أَنَّ الاكتشَافَات العِلميَّة ستُحرج بَعض الآرَاء الفِقهيَّة، والعَادَات والتَّقاليد الاجتمَاعيَّة، والأَعرَاق القَبَليَّة، وستَجعَلها فِي وَرطَة.. وإذَا كَان لَديكم بَعض الشّكوك، فتَعالوا نَقرَأ هَذا الخَبَر، الذي نُشر فِي مُعظم الوكَالَات العَالميَّة:

يَقول الخَبَر: (تَزعُم أَبحَاث تُجريها «ناشيونال جيوغرافيك» مُنذ عَام 2005، ضمن مشروع كبير يُسمَّى «جينو غرافيك»، يَستَخدم العِلم؛ للإجَابَة عَن أَسئِلَة عَديدَة؛ حَول العِرق وأَصل البَشَر، بأنَّ التَّحليل الجِيني للعَرَب؛ قَد يُظهر أَنَّ أَغلبهم لَيسوا عَربًا أَقحَاحًا، وذَلك وِفقًا للتَّركيب الجِيني، الذي يَتَّضح مِن خِلال تَحليل الحِمض النَّووي، حَيثُ تَوصَّل البَاحثون إلَى اكتَشَافَات مُثيرَة للدَّهشَة، عَن التَّركيب الوِرَاثي لأَربَعَة مِن البُلدَان العَربيَّة. فمَثلاً، تُظهر عَيِّنَات أُخِذَت مِن كويتيين، أنَّ 84% مِنهم عَربًا، والبَاقي مِن أصُول إفريقيَّة وآسيويَّة. وأنَّ التَّركيب الجِيني للمِصريين الأَصليين، يَشمل أَيضاً 4% مِن اليَهود المُشتَّتين فِي العَالَم، و68% مِن شَمال إفريقيَا، فِيمَا تَصل نِسبة الأصُول العَربيَّة بَينهم 17%، وقَد تُمثِّل الدِّرَاسَة ذَخيرة لمُروِّجي النَّزْعَات العُنصريَّة، إلَّا أَنَّ هَؤلاء لَا يَحتَاجون لدِرَاسَات، لتَدعيم تَوجُّهَاتهم، فلَا تَعني الجِينَات الكَثير، أَمَام الهويَّة الثَّقافيَّة لَديهم، فمَثلًا، مَاذا سيَكون رَدّة فِعل الإيرَانيين، حِين تُبيِّن الدِّرَاسَة أنَّ 56% مِنهم؛ مِن أصُول عَربيَّة فِي جِينَاتهم؟، كَذلك الحَال مَع جِنسيَّاتٍ أُخرَى، تُوجد فِيهَا جِينَات عَربيَّة، مِثل كُلّ مِن سُكَّان جورجيا، وفِي جِينَاتهم 5% مِن الأصُول العَربيَّة، والدَّاغستَان والأبخَاز، وفِي جِينَاتهم 9% مِن الأصُول العَربيَّة، كَذَلك حَال إثيوبيَا واليَهود الشَّرقيين، بنِسبة 11 و10% عَلى التَّوَالِي)..!


بَعد هَذا الخَبر أَقول: نَتَّفق جَميعًا أنَّنا كُلّنا لآدَم، وآدَم مِن تُراب، ولَيس هُنَاك عِرقٌ خَالِص خَالٍ مِن الاختلَاط، لذَلك لَيتنَا نُخفِّف مِن غلوَاء العَصبيَّة القَبَليَّة، ونَترفَّع عَن مَفهوم كَفَاءَة النَّسَب، طَالما أَنَّ الأعرَاق تَتدَاخل، والقَبَائِل تَتَصَاهَر، ويَدخل فِيهَا الدُّخلَاء، حِين يَدفعون مَا يُسمَّى بـ»شَاة الغُرم»..!

حَسنًا.. مَاذا بَقي؟!


بَقي أنَّني أَخشَى مَا أَخشَاه، أَنْ يَكشِف الحِمض النَّووي لِي؛ أَنَّ القَبيلَة والقَبَائليَّة مَقلبٌ كَبير، حِينهَا سأكتَشف أنَّني بَرازيلي، خَاصَّة وأَنَّ أَوجُه الشَّبَه بَيني وبَين الكَابتن الكَبير «رونالدو»، كَبيرَة ووَفيرَة، وقَد نَبَّهني إلَى ذَلك أَحَد الإخوَة المِصريين، حِين سَألني: هَل أَنتَ أَخو اللَّاعِب البَرَازيلي رونالدو؟، فقُلت لَه: إنَّه أَخي فِي الإنسَانيَّة، ولَيس أَخي فِي النَّسَب، فقَال: سُبحَان الله، أَنتَ وهو كَأنَّكمَا «فولة» وانقَسَمت نِصفين..!!

أخبار ذات صلة

لصوص (المساجد).!
سلالة النبيِّ هارون..!!
أنا ونحنُ.. وآخرون
تناقص معدلات الإنجاب حول العالم!
;
المؤسس.. وقرار اكتشاف واستخراج الثروة المعدنية
رؤية السعودية.. رحلة تنموية ومستهدفات فائقة الجودة
الجامعات السعودية وتقرير رؤية 2030
المخالفات المرورية.. ومحدودو الدخل
;
«فيوز القلب» بعد صلاة الفجر..!!
حديث القلب.. من ولي العهد
رؤية الحاضر للمستقبل
عام ثامن لرؤية مباركة
;
تعزيز منهج تعليم الخط العربي
الحُطيئة يهجو نادي النصر
الوعي.. السلاح الخفي!!
الكلمات قد ترسم المسارات..!