سوء التعبير مقبرة لجودة التفكير

أَخذَني الحَمَاسُ ذَاتَ صَبَاحٍ عَرفجيٍّ؛ فكَتبتُ فِي «تويتر» نَاصيةً أَقولُ فِيهَا: (كَثيرًا مَا نَسمعُ عِبَارة: «مَا فهمت عَليَّ»، والسَّبب أَنَّ أَفكَارنا غَير وَاضِحَة، والخَلَل فِي التَّفكير يَقود إلَى سُوء فِي التَّعبير).

أَسأَلكم بالله -الذي نَفسي وأَنفُسكم بيَده- أَنْ تَتأمَّلوا هَذه العِبَارة جَيِّدًا، ثُمَّ رَاقِبُوا المَجَالس والمُحَادثات والكِتَابَات بَين النَّاس، وستَجدون أنَّنا نُردِّد كَثيرًا عِبَارَات مِثل: «مَا فهمت عَليَّ»، «لَا تَفهمني غَلَط»، «المَوضوع سُوء تَفَاهم»، «لَحظة خَلِّيني أَفهِّمك»... إلخ. كُلُّ هَذه العِبَارات عَامودها الفَقري هو: سُوء الفهم بَين طَرفين، الأَمر الذي يُؤكِّد أَنَّ الخَلَلَ فِي التَّفكير؛ يُؤدِّي إلَى غمُوض التَّعبير..!


يَقول البَاحِث الأُردني الدُّكتور «رعد مصطفى خصاونة»، فِي كِتَابه «أُسس تَعليم الكِتَابَة الإبدَاعيَّة»: (يُؤكِّد عُلمَاءُ النَّفس، عَلى ضَرورة الرَّبط بَين حُسن التَّفكير وجَودة الكِتَابَة، إذْ يَرون أنَّهما مَظهرَان لعَمليَّة عَقليَّة وَاحِدَة، فنمو كُلّ مِنهما مُرتبط بنمو الآخَر وارتقَائه، وكِلَاهُمَا مُرتبط بالخِبرَات، التي يَعيشهَا الإنسَان فِي حيَاته، فمَتَى يَكون التَّعبير حَيًّا، لَابدَّ أَنْ يُثير فِي النَّفس أَحَاسيسَ وذِكرياتٍ ومَشَاعرَ، والتَّعبير الذي يَستَعمله التّلميذ، ولَا يُقابِل فِي ذِهنه مَعنَى، مُستمدًّا مِن تَجاربه الشَّخصيَّة، هو صِيغَة مَيَّتة بالنّسبَة لَه، مَهمَا امتَلك مِن قِيمَة بَلاغيَّة)..!

إنَّنا مُطالَبون بتَوضيح أفكَارنَا التي في رُؤوسِنَا، ولَا يُمكن أَنْ يَدخل البَشر فِي رَأس المُتحدِّث، لذَلك عَلينَا أَن نُحسن التَّعبير، لأنَّ العَهَد الذي بَيننَا وبَين المُستَمع هو: نَقل الأفكَار مِن الرَّأس عَبر الأصوَات واللُّغَة والتَّعبير، ومَتَى كَانت هَذه الوَسَائِل غَامِضَة، فلا نَلوم المُستَمع إذَا أَسَاء الفهم..!


حَسنًا.. مَاذا بَقي؟!

بَقي القَول: إنَّ جَودة التَّفكير تُؤدِّي إلَى وضُوح التَّعبير، وهَذا الكَلَام يُقال للمُتحدِّث ويُقال للكَاتِب، ومَن أَرَاد أَنْ تَفهمه النَّاس بشَكلٍ جَيِّد، فليَجعل تَعبيره وَاضِحًا، ولقَد صَدَق فَيلسوف الهِند العَظيم «طاغور» حِين قَال: (نَحنُ نَكتُب والقُرَّاء يَضعون المَعَانِي)..!!

أخبار ذات صلة

أمير الشرقية يلتقي الكُتّاب
فيضٌ عاطر من صيد الخاطر
رصـــــــاص
متى تتوفَّر مصادر التمويل؟!
;
إسرائيل: كلب مجنون بدون أسنان
عسير.. أيقونة المصايف وعروس السياحة
الذهب الوردي السائل في المملكة
شارع سلطانة!!
;
الطبيب (سعودي).!
حين تغيب الرقابة ٣ مرَّات..!!
العالم المصري (مشرفة).. اينشتاين العرب!!
الأخلاقُ.. كائنٌ حيٌّ!
;
500 مليون دولار.. للقضاء على مرض شلل الأطفال
القصيدة الوطنية.. بدر بن عبدالمحسن
محمد بن سلمان.. القائد الاستثنائي ومنجزات وطن
الربيعة.. وشفافية الوزارة