بشائر خير في واقع واعد

يقولُ السلفُ من أهل الخبرة والتبصُّر بحركة الشهور والفصول، عن شهر يوليو، بأنَّه الشهر الذي يغلي الماء فيه في الكوز!، دلالة على ارتفاع درجات الحرارة. وكم تسبِّب ارتفاع درجة الحرارة في غليان الشعوب والأمم التي حكم عليها الزمن، فأفل نجمها بعد أن سطع قرونًا عديدةً في مشارق الأرض ومغاربها، لا لعيب فيها، بل لحقد الحاقدين، وطمع الطامعين في جاهها ومالها وثرواتها، وعداء سافر للذين آمنوا بالله وملائكته وكتبه ورسله، ونكران ما جاءت به بعثة نبيِّنا الكريم ليتمَّ مكارم الأخلاق! فاستغلُّوا احتكار كهنوتهم للعلم والمعرفة دون غيرهم، وزرعوا بذور الحقد والكراهية لأتباع الرسالة المحمَّديَّة، فكانت حروبًا صليبيَّة داميةً بين الفريقين، ما نزال نرى نيرانها تشتعل هنا وهناك. غير أنَّ اللهَ ناصرٌ مَن ينصره، وقد قاربت مئة سنة على معاهدة فرساي، التي قطَّعت أوصال السلطنة العثمانيَّة، مبقيةً على دولة تركيَّة علمانيَّة في رقعة ضيِّقة من أرض السلطنة الواسعة، محرومة من القراءة والكتابة بلغة قرآنها، ومن ممارسة شعائر عقيدتها! غير أنَّه كما جاء على لسان نبيِّنا الكريم قوله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: «يَبْعَثُ اللهُ علَى رأْسِ كلِّ مئةِ عامٍ مَن يُصْلِحُ لهذِهِ الأُمَّةِ أمْرَ دِيْنها.» فكان إقدام الرئيس التركي رجب أردوغان على تهيئة الشعب التركي لما بعد انتهاء الاتفاقيَّة المهينة في العاشر من يوليو من عام 2012، ليستعيد الشعب كامل كرامته. وجاءت نتائج استفتاء هذا الشهر لصالح التحوُّل إلى نظام رئاسيٍّ يُعطي رئيس الدولة المزيد من الصلاحيَّات ليتابع مسيرة التحوُّل، ووضع لَبِنَاتٍ جديدةٍ قويَّةٍ ومتماسكةٍ في بنيان تركيا الحديثة، التي ستكون رائدةً للعديد من دول الشرق الأوسط في استقلاليَّة قراراتها السياسيَّة والاقتصاديَّة. ومثل هذا التحوُّل سبق أن حدث في جزيرتنا العربيَّة، بعد أن تمكَّن المغفور له الملك عبدالعزيز بن سعود من استعادة الرياض من مغتصبها، وتأسيس الدولة السعوديَّة الثالثة التي أعادت للبلاد الحكم بِمَا أمر الله. ونقلها أنجاله إلى مصافي الدول الحديثة، في مسيرة إنجازات استغرقت مئة عام. وستعطي ثمارها -بعون الله- في عام 2030؛ سنة التحوُّل التنموي الذي يؤمل أن يرتقي بقدرات الشعب ليعتمد في موارد حياته على ما تنتجه يداه. ويكون بذلك للدولتين الرائدتين في الشرق الأوسط: المملكة وتركيَّا العديد من فرص التعاون والمشاركة لما فيه صلاح البلاد والعباد.

أخبار ذات صلة

التَّشهير بالمتحرِّشات
الهلال.. ونعمة الزواج!!
الإداريات والترقيات
من مشكلة إلى سياحة!!
;
أدب في الليث: صالون من الذكريات
كل إناء بما فيه ينضح
{... فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ}؟!
أثر حرية التعبير على النهضة العلمية في الإسلام
;
درسٌ من مطر!
قطع الطريق على المتحرِّشين
بيع بالمشعاب !
الموارد البشرية.. والوظائف الموسمية
;
الصناعة.. قَدَر الخليج ومستقبله
اللاعب الموهوب.. واللاعب المصنوع
إدارة الموارد البشرية في عصر التقنية
طريق الفيل: أثر «الأحلام» الخائبة(1)!