لغة جديدة لجيل جديد

تتسارع وتيرة التغيُّرات في العالم بشكلٍ عام، وفي مجتمعنا بشكلٍ خاص، ومع كثر المتغيرات في هذه الحياة أصبح لزاماً علينا أن نعمل على تغيير أسلوب التعامل فيما بيننا كأفراد أو كمؤسسات حكومية أو خاصة، فكل شيء تغيَّر، فما كان يُنجز في بعض الدوائر الحكومية من خلال المراجعة والتعقيب والانتظار لعدة أيام، أصبح اليوم يُتَابَع ويُنجَز عن طريق شبكة الإنترنت والهاتف، وما كان يُباع ويُشتَرَى من خلال التجوُّل في الأسواق والمتاجر والبحث والتوصيل، أصبح يمكن الحصول عليه من خلال العديد من التطبيقات الإلكترونية، بل إن كثيراً من الأعمال التي كان يقوم بها بعض الأشخاص تم الاستغناء عنهم وحلت التقنية مكانهم، فأجهزة المراقبة والمتابعة والكاميرات وغيرها من العديد من البرامج وأجهزة الإنذار أصبحت في متناول اليد، وأصبح كل شخص يستطيع أن يراقب سيارته أو منزله أو غيرها من الأمور من خلال هاتفه، ومن أي مكان في العالم.

الانتشار السريع لاستخدام تكنولوجيات الأجهزة المتنقلة وقنوات التواصل الاجتماعية والبيانات الكبيرة أحدث تغيُّراً هائلاً، ليس فقط في سلوك العملاء، بل وفي سلوك معظم الأفراد، مما ساعد في إيجاد عالم رقمي جديد فرض نفسه على الجميع، وأصبح من المهم أن يتم التعامل معه بكل جدية واحترافية، حتى يتمكَّن من البقاء أو الاستمرار في دائرة المنافسة أو التواصل الاجتماعي مع الآخرين، وقد سبق أن أكَّد 99% من المشاركين في دراسة بحثية بعنوان: «جيل المعلومات: الانتقال إلى المستقبل، اليوم»، أن التطورات التكنولوجية الأخيرة أثَّرت على طريقة إنجاز الأعمال في شركاتهم، كما أثَّرت في العلاقات العامة والأسرية ومعظم جوانب الحياة.


العالم اليوم أصبح مختلفاً عن الماضي، فالجميع يتمنى أن يبقى على اتصال دائم مع كل شيء وفي كل وقت، وأن ينجز أعماله بأقصى سرعة، لم يعد الناس يتقبَّلوا التأخير، بل أصبحوا يقترحوا الحلول التقنية إذا ما واجهوا أي تعطيل، والجميع أصبح على علمٍ ودراية بكل جديد وكل ما يُستَجد، والجميع أصبح يمكنه أن يجيب على أي استفسار، وذلك من خلال إدخال السؤال في إحدى مُحرِّكات البحث على شبكة الإنترنت، ليجد عشرات الإجابات المختلفة.

مع كل هذه المتغيِّرات التي تواكب الجيل الجديد، أصبح لزاماً علينا أن نعيد النظر في أسلوب خطابنا ولغتنا مع هذا الجيل الجديد، لنتحدَّث معه بلغةٍ جديدة ومختلفة، سواء في المنزل أو في المدرسة أو في الطريق أو في الأسواق، فجيل اليوم هو جيل التقنية والمعلومة، ولكي يفهم هذا الجيل الخطط والأهداف والتطلعات، فيجب أن نقوم بتقديم كل ذلك في قالب عصري حديث، وبلغة متطورة تعتمد على التقنية والإيجاز، وتواكب المتغيرات، وتلتزم بالمصداقية والشفافية، مع التأكيد على المحافظة على المبادئ والأسس.

أخبار ذات صلة

لصوص (المساجد).!
سلالة النبيِّ هارون..!!
أنا ونحنُ.. وآخرون
تناقص معدلات الإنجاب حول العالم!
;
المؤسس.. وقرار اكتشاف واستخراج الثروة المعدنية
رؤية السعودية.. رحلة تنموية ومستهدفات فائقة الجودة
الجامعات السعودية وتقرير رؤية 2030
المخالفات المرورية.. ومحدودو الدخل
;
«فيوز القلب» بعد صلاة الفجر..!!
حديث القلب.. من ولي العهد
رؤية الحاضر للمستقبل
عام ثامن لرؤية مباركة
;
تعزيز منهج تعليم الخط العربي
الحُطيئة يهجو نادي النصر
الوعي.. السلاح الخفي!!
الكلمات قد ترسم المسارات..!