القضاء على القوى المعطلة للتطوير

مقال للإعلامي الكاتب الأستاذ عماد الدين أديب بجريدة الوطن المصرية أشار فيه إلى الجماعة المعطلّة للتطوير، وما حدث بمصر من قوى معطلة للتطوير حدث لدينا، وعازمون على القضاء عليه.

ابتلى الله بلادنا بقوى سلبية تؤمن بتعطيل أى طاقة إيجابية تسعى إلى الإصلاح والتنوير والنهضة. هذه القوى المعطلِّة تجدها على النحو التالى:


قوى تُعطِّل الاجتهاد فى الفهم الدينى.. قوى تُعطِّل المبادرة الشخصية فى الفكر الاقتصادي.. قوى تُعطِّل حق الاختلاف فى التفكير السياسي.. قوى تُعطِّل الرأي الآخر في وسائل الإعلام.. قوى تُعطِّل «حق الآخر» في مشروع الإصلاح الاجتماعى.

هذا «الحزب العميق المُتخلِّف» كان سبباً من أسباب الجمود، وكان يُمثِّل جوهر وركيزة المعوّقات التى تمنع تطوُّر الاقتصاد والإعلام والمجتمع والخطاب الديني.. وهذا الحزب ضد المنطق والعقل والدين والتاريخ، لأنه مِن سُنن الكون!


الاختلاف من سنن الكون، لذلك هناك اختلاف بين الليل والنهار، والشمس والقمر، والشرق والغرب، والشمال والجنوب، واختلاف ألوان البشر، واختلاف ألسنتهم «اللغات»، واختلاف الطبقات والثقافات والأديان والمذاهب، وبالتالي يؤدي ذلك كله إلى اختلاف في الرؤى والمواقف.

ومن كوارث العصر، ابتلاء بعض المجتمعات بالذين لا يُفرِّقون بين ألوان الطيف السياسي، والذين يقعون فى «بئر التعميم»، و»التسطيح»، و»التفسيرات المعلّبة»، و»الكلشيهات» الشعبوية التى تسعى إلى دغدغة مشاعر العامة من الجماهير، دون أن يكون لهذه الآراء أي سند من المنطق، أو أي دليل من العلم.

ولعل الزعيم البريطاني ونستون تشرشل كان مصيباً للغاية حينما طالب بالتفرقة بين «الإبصار» و»الرؤية»، وقال: إن هناك فارقاً جوهرياً بين مَن يُبصرون وبين مَن لديهم رؤية.. ومن الرؤى العميقة أن نستطيع التفرقة بين «العدو» وبين «الصديق».

ومن الرؤى الحكيمة أن تعرف مع مَن تستخدم الكلمة ومع مَن تستخدم الرصاصة.. الفكرة يُرد عليها بفكرة مضادة، أما الرصاصة فيُرد عليها برصاصة مضادة.

إذا قمت بالرد على الرصاصة بفكرة، فأنت ساذج وأحمق ومتخاذل.. وإذا قمت بالرد على الفكرة برصاصة فأنت مستبد وأحمق، وتفتح على نفسك أبواب جهنم، لأنك تخلق أعداءً جدداً.. هنا علينا أن يكون لدينا رحابة الفكر، واتساع الصدر، وانفتاح العقل لقبول الرأي الآخر ما دام يُمثِّل فكراً لا يُخالف العقل والآداب العامة تحت مظلة القانون.

وهنا أيضاً علينا أن نفهم جيداً قول سيد الخلق -عليه أفضل الصلاة والسلام- «اختلاف أمتى رحمة»، وقول الله سبحانه وتعالى: «وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِى ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ».

عليك أن تقبل الكلمة الطيبة والموعظة الحسنة، لأن تعطيلهما دعوة للفرقة والخلاف!

أخبار ذات صلة

التَّشهير بالمتحرِّشات
الهلال.. ونعمة الزواج!!
الإداريات والترقيات
من مشكلة إلى سياحة!!
;
أدب في الليث: صالون من الذكريات
كل إناء بما فيه ينضح
{... فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ}؟!
أثر حرية التعبير على النهضة العلمية في الإسلام
;
درسٌ من مطر!
قطع الطريق على المتحرِّشين
بيع بالمشعاب !
الموارد البشرية.. والوظائف الموسمية
;
الصناعة.. قَدَر الخليج ومستقبله
اللاعب الموهوب.. واللاعب المصنوع
إدارة الموارد البشرية في عصر التقنية
طريق الفيل: أثر «الأحلام» الخائبة(1)!