الابتلاء بين الخير والشر

الصبر على الأذى والمكاره يتطلب من المرء إرادة قوية، لا سيما وأن الخالق سبحانه قد أوجد الحياة للابتلاء. لقد مر عام 2017 على عائلتنا وكان متخما بالابتلاءات ولكن عندما يتذكر المرء ما احتواه كتاب الله في هذا الأمر يزداد يقينا أنه لا ملجأ إلى الله إلا إليه. الآية الكريمة (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا... الآية) والابتلاء هنا ليختبرنا أينا أحسن عملا وأسرع في طاعة الله والقبول بقدره، وفي آية أخرى وفيها ما يؤكد الابتلاء (إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَّبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًاً) والمرء يصاب في نفسه أو في ماله، أو في صحته أو في أعز ما يحب، وقد أصيب صديق عزيز على نفسي بمرض شديد في شهر شعبان ثم لحقه صديق طفولتي وهو عزيز على نفسي في شهر رمضان وقد تعذر علاجهما في الداخل وسافر الأول إلى ألمانيا ولازال يتلقى العلاج والصديق الآخر إلى مستشفى جون هوبكنز بالولايات المتحدة وقد عاد قبل أيام بعد عملية جراحية دقيقة، كتب الله لهما الشفاء وأثابهما على الابتلاء.

هناك حديث يروى فيما معناه: أشد الناس بلاءً الأنبياء.. ثم الصالحون ثم الأمثل فالأمثل. فالمرء يبتلى على حسب دينه فإن كان دينه صلبا اشتد البلاء وفي ذلك تكفير للذنوب ومحو للسيئات، كما تقوى صلة العبد بربه وتعطيه اليقين بقضاء الله وقدره، ومن نظر في مصيبة غيره هانت عليه مصيبته، فلم يكن أمامنا ونحن نشعر بألم الغير سوى اللجوء إلى الخالق بالدعاء الصادق بأن يدفع الله عنهم البلاء ويخفف عليهم وطأته، وفي الآية الكريمة: (وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ.. إلخ )


والابتلاء بالخير أشد من الابتلاء بالشر والله نبَّه على ذلك حتى لا ينخدع الإنسان، والآية: (فَأَمَّا الْإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ.. إلى آخر الآية). حتى الأنبياء الذين اصطفاهم الخالق لحقهم البلاء، فسيدنا أيوب داهمته الأمراض وسكنت جسمه إلى أن أكرمه الله بالعافية، وسيدنا إبراهيم ابتلي ابتلاء عظيماً عندما جاءه الأمر بذبح ابنه. وسيدنا يوسف منحه الله جمالا فراودته امرأة العزيز، وسيد البشر توفى في حياته بعض أبنائه وزوجته خديجة وابتلاءات أخرى عديدة، ومن منا لم يبتل في حياته وعلينا أن ندرك أن هذه الدنيا دار ابتلاء والآخرة دار الجزاء، والله يفعل ما يشاء وله في ذلك حكمة.

أخبار ذات صلة

قبسات من رأس المال الاجتماعي.. والأسوة الحسنة
المملكة تعيد رسم خريطة التكامل الاقتصادي مع العراق
تعرَّف على نفسك !!
إيجاري.. والحاجة للتطوير
;
معكوســــــــة
الحوكمة في الأزمات
الزي الوطني.. هوية الأمة وعنوان حضارتها
لصوص (المساجد).!
;
سلالة النبيِّ هارون..!!
أنا ونحنُ.. وآخرون
تناقص معدلات الإنجاب حول العالم!
المؤسس.. وقرار اكتشاف واستخراج الثروة المعدنية
;
رؤية السعودية.. رحلة تنموية ومستهدفات فائقة الجودة
الجامعات السعودية وتقرير رؤية 2030
المخالفات المرورية.. ومحدودو الدخل
«فيوز القلب» بعد صلاة الفجر..!!