سلام من «القدس الصابرة».. لرئيس «باراجواي الثائرة»

بادئ ذي بدء، هذا سلام لرئيس باراجواي «عبدو بينيتيز»، صاحب قرار نقل سفارة بلاده من القدس المحتلة إلى تل أبيب، باعتبار القدس عاصمة فلسطين.

سلام للرئيس «بينيتيز» من القدس الصابرة، ومن مكة الطاهرة، ومن بغداد ودمشق وبيروت، ومن الرباط والخرطوم وتونس، ومن الجزائر الثائرة ومن قلب القاهرة.


والحق أن قرار رئيس باراجواي يثير الدهشة، ويستحق التأمل؛ حيث جاء عفويًّا تلقائيًّا وجسورًا في نفس الوقت.. وقت التسابق العالمي، وليس العربي، على الفوز برضا إسرائيل.

لقد جاء القرار البراجواني أشبه بالحجر العفوي التلقائي؛ الذي ألقاه الطفل الفلسطيني ذات يوم في وجه إسرائيل، فأثار -وما يزال- دهشة وإعجاب العالم.


بحثت عن اسم باراجواي، فوجدتها تعني «نهر الأنواع المتعددة»، أو نهر القاطنين عند البركة.. والحق أن البركة -بفتح الباء أو بكسرها- إنما عكست بركة فلسطين بقُدسها وبأقصاها المبارك، وبكنيسة المهد.

كنتُ أقرأ قصيدة لشاعر فيتنامي اسمه «هيووان» يقول فيها: تُغيِّرون النهر.. وتُعيدون للريح قميصها الفلسطيني.. والحق أن رئيس باراجواي كان كمَن يُعيد للقدس قميصها الفلسطيني.

ويضيف «هيووان»: الطيور تأتيني بدموعكم.. أمسح بدموعكم دموعي.. ليس بيننا سوى الوقت.. وسوى آسيا.. وسوى القلب.. تحمله الأنهار إلى غرفة في البحر.. كُتب عليها بكل اللغات.. فلسطين.

هكذا.. شاعر من فيتنام الآسيوية، ورئيس من أمريكا اللاتينية، يتمسَّكون بالقدس عاصمة فلسطين، مهما كانت التحديات والمشاق.. فيما لم يُصبح الرفاق هُم الرفاق.. ولم تَعُد صحف الغد لا تستبيح سوى الشقاق.

بالتأكيد يدرك رئيس باراجواي أنه يقف الآن في وجه العاصفة، وكأنه فلسطيني يقول للمحتلين الغاصبين: عودوا إلى حيث كُنتم.. فأحلامكم مهما كانت الصفقات.. صفحة من سراب.. وفي كل أرض وفي كل باب.. سوف يطالعكم وجه، بل حجر لا يهاب.

لقد جاء قرار رئيس باراجواي كالضوء في عز الظهيرة.. وكالصوت النقي في وهج المسيرة.. كالحقل يقطر بالدرر.. كالوعد يروي نبتة الأمل الفتية.. في ليالي اليأس.. من نهر القدر.

ويا أيتها الباراجواي الجميلة.. يا بلاد الأنهار، وقلاع الجسارة والغمام.. عليك السلام.. عليك السلام.. ويا من سخرتم ذات يوم من الحجر.. لكم حجر.. حجر لمن مص الدماء وما اعتصر.. حجر لمن تمحَّكوا ومن احتكوا بإسرائيل.. لمَن وعدوا ومَن نكثوا.. ولكل من تآمر أو تردَّى في عمالته أو خيانته للقدس والأقصى.. حجر.

أخبار ذات صلة

قبسات من رأس المال الاجتماعي.. والأسوة الحسنة
المملكة تعيد رسم خريطة التكامل الاقتصادي مع العراق
تعرَّف على نفسك !!
إيجاري.. والحاجة للتطوير
;
معكوســــــــة
الحوكمة في الأزمات
الزي الوطني.. هوية الأمة وعنوان حضارتها
لصوص (المساجد).!
;
سلالة النبيِّ هارون..!!
أنا ونحنُ.. وآخرون
تناقص معدلات الإنجاب حول العالم!
المؤسس.. وقرار اكتشاف واستخراج الثروة المعدنية
;
رؤية السعودية.. رحلة تنموية ومستهدفات فائقة الجودة
الجامعات السعودية وتقرير رؤية 2030
المخالفات المرورية.. ومحدودو الدخل
«فيوز القلب» بعد صلاة الفجر..!!