لإصلاح التعليم.. أصلحوا أحوال المعلم أولا

• أمس هو الخامس من أكتوبر، اليوم الذي يحتفل فيه العالم بيوم المعلم، وهي مناسبة هدفها التذكير بالدور الهام لصُنّاع النهضة، ودعمهم نفسيا ومهنيا وحقوقيًا، إدراكا لأهمية أدوارهم الوطنية والتنموية والتنويرية، وحماية لحقوقهم الفكرية والأدبية والوظيفية، والاجتماعية أيضًا.

• إذا كان التعليم المميَّز هو الباب الأكثر سرعة وفاعلية لدخول المستقبل.. فإن المعلم المميز هو سادن هذا الباب وحامل مفاتيحه، لذا كان النجاح التنموي والاقتصادي حليف كل الدول التي راهنت على صناعة هذا السادن؛ والعناية بمهارته؛ وصحته النفسية ورضاه الوظيفي.. ولعل أحد أهم دوافع منظمة Education International من إنشاء اليوم العالمي للمعلم، هو تذكير القائمين على شؤون المعلمين في كل دولة، بتفقد أحوال معلميهم الوظيفية والنفسية والمهنية، إقرارًا بالدور الذي يُمثّلونه في بناء المستقبل.


• محليًا.. وقبل فترة.. نشرت هذه الصحيفة تقريرًا مفزعًا للجنة الشؤون التعليمية بمجلس الشورى طالبت فيه وزارة التعليم بضرورة إعداد برنامج سريع وعاجل لرفع معنويات معلّميها التي ترى اللجنة أنها متدنية جدًا وبحاجة إلى العلاج والإصلاح، وبرغم تشعُّب التقرير في نقد مبادرات واستراتيجيات التطوير في الوزارة، التي قالت عنها إنها مبعثرة وغير متجانسة، ولا تعمل في اتجاه واحد.. إلا أن الإشارة الأخطر -في رأيي- كانت فيما يتعلَّق بانتشار الإحباط بين صفوف معلمينا بشكلٍ يتطلب التدخل العاجل.

• إن أي إصلاح تعليمي لا ينطلق من عند معلم مخلص ومتحمس ومُحب لعمله هو إصلاح محكوم عليه بالفشل.. وعندما تقول هيئة تقويم التعليم أن 66% (ثلثي معلمينا تقريبًا) يُعانون من الإحباط وعدم الرضا الوظيفي، فلا جدوى يمكن انتظارها في المجالات المعرفية والمهارية وفق أي مؤشرات أداء، سواء داخلية كانت أم خارجية، بل أنه يصبح من الجنون انتظار أي تحسُّن على مستوى أداء المخرجات في التعليم العام، أو العالي رغم كل ما تنفقه الدولة من مالٍ و جهد في هذه الخطط.


• المعلم المتفهِّم لدوره، المتصالح مع بيئته، المُحب لمهنته هو الركيزة الأولى من ركائز إصلاح التعليم، لذا أجدني مضطرًا للتأكيد على توصية لجنة الشورى بضرورة إعداد برنامج وطني لرفع معنويات المعلمين والمعلمات، وتعزيز انتمائهم لرسالة التعليم، سيما والجميع يسمع عن تعديلات وتغيرات كبيرة في تنظيمات الوزارة الإدارية والمالية، ونظام الخصخصة والتقاعد، مما قد يُؤثِّر على معنويات المعلمين ويثير مخاوفهم.

• المعلمون هم جياد الأمم في سباقاتها نحو المستقبل.. والأمم المتقدمة لم تصل إلى المراكز الأُول إلا بعد أن أكرمت معلميها، أما الأمم التي تُحبط جيادها وتوئد الأمل في نفوسهم، فلن تصل إلى شيء.

أخبار ذات صلة

قبسات من رأس المال الاجتماعي.. والأسوة الحسنة
المملكة تعيد رسم خريطة التكامل الاقتصادي مع العراق
تعرَّف على نفسك !!
إيجاري.. والحاجة للتطوير
;
معكوســــــــة
الحوكمة في الأزمات
الزي الوطني.. هوية الأمة وعنوان حضارتها
لصوص (المساجد).!
;
سلالة النبيِّ هارون..!!
أنا ونحنُ.. وآخرون
تناقص معدلات الإنجاب حول العالم!
المؤسس.. وقرار اكتشاف واستخراج الثروة المعدنية
;
رؤية السعودية.. رحلة تنموية ومستهدفات فائقة الجودة
الجامعات السعودية وتقرير رؤية 2030
المخالفات المرورية.. ومحدودو الدخل
«فيوز القلب» بعد صلاة الفجر..!!