سماح؟!

كتبت في مذكرتي الخاصة كلمات طفت حينها على تفكيري وفرضت نفسها عليّ، ربما كنت فيها في «حالة صفا»، قلت فيها:

عمري ما حملت في قلبي غل


ولا أحقد على أحد

طبعي إني


قلبي دايماً مسامح

أنسى الألم وأرتاح

وأصمت عن اللعن

وأمسك لساني عن الأذى

أصبر وأتحمل

وأعذر وأسامح

وأختلق الأعذار ..

***

وقرأت اليوم قضية بطلها سفير بريطاني سابق، كان يعمل سفيراً لبلاده في الولايات المتحدة في السنوات 1997/2003، هاجمه في محطة للقطار شاب لا يتجاوز عمره 17 عاماً، ودفعه بقوة وأنزل به جروحاً في وجهه نتيجة ارتطامه بالأرض فقد إثرها الوعي. وقد حُكم على الشاب بتأدية 12 شهراً خدمة اجتماعية نظراً لأنه بقي بجانب السفير حتى وصل الإسعاف، واعترف أمام القاضي بأنه مذنب.. الأمر الذي جنَّبه حكماً بالسجن كان يمكن أن يؤثر على مستقبله في الحياة.

***

الطريف أن السفير السير كريستوفر ماير Sir Christopher Meyer أبدى سعادته بالحكم المخفف على الشاب. فرغم تأكيده أنه عانى من أذى مادي ومعنوي كبير، وسيحتفظ بآثار الجروح على وجهه بقية حياته، إلا أنه قال للشاب: «ماذا سأستفيد من وضعك في السجن، أو في إصلاحية للأحداث يمكن أن تحولك إلى مُجرم حقيقي؟!».

***

جميل أن تُسامح ولا تحمل الحقد والضغينة حتى على من يرتكب الغلط تجاهك. ومبدأي ألا أُعامل الناس بأخلاقهم بل أفرض عليهم التعامل بأخلاق الحب والتسامح التي زرعها فينا الإسلام. يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (رَحِمَ اللَّهُ عَبْدًا سَمْحًا إِذَا بَاعَ سَمْحًا إِذَا اشْتَرَى سَمْحًا إِذَا اقْتَضَى).. ففي هذا المعنى نجد أسمى درجات السماح مع النفس، ومع الآخر.

#نافذة:

[سماح

يا أهل السماح لوم الهوى جارح

أصل السماح طبع الملاح

يا بخت من سامح..].

أخبار ذات صلة

التَّشهير بالمتحرِّشات
الهلال.. ونعمة الزواج!!
الإداريات والترقيات
من مشكلة إلى سياحة!!
;
أدب في الليث: صالون من الذكريات
كل إناء بما فيه ينضح
{... فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ}؟!
أثر حرية التعبير على النهضة العلمية في الإسلام
;
درسٌ من مطر!
قطع الطريق على المتحرِّشين
بيع بالمشعاب !
الموارد البشرية.. والوظائف الموسمية
;
الصناعة.. قَدَر الخليج ومستقبله
اللاعب الموهوب.. واللاعب المصنوع
إدارة الموارد البشرية في عصر التقنية
طريق الفيل: أثر «الأحلام» الخائبة(1)!