أيهما أهم.. ساعات العمل أم الإنتاجية؟

تختلف المدارس الإدارية وتتفاوت مقاييس تقييم الموظفين بين الإدارات المختلفة، إذ يركز البعض على كفاءة الفرد ومستوى إنتاجيته ودوره البارز في تحقيق أهداف الشركة في حين يحرص آخرون على معايير أخرى للتقييم تنحصر في الالتزام بالحضور والانصراف والبقاء في مكان العمل طوال ساعات العمل وذلك دون الاهتمام بحجم الإنتاجية أو الفاعلية للموظف وكثيرًا ما تكون هذه القضية مثار خلاف بين الإدارات بعضها البعض وبينها وبين بعض الموظفين.

الانضباط في الحضور والانصراف للعمل من المعايير الأساسية والتي تقوم العديد من الإدارات بإلزام جميع الموظفين بها في العمل غير أن هذا المعيار قد يتعارض أحيانًا مع ظروف بعض الموظفين المبدعين ذوي الأفكار المميزة والقادرين على إحداث تغيير في بيئة العمل وممن يتمتعون بمهارات وقدرات فريدة ولديهم ولاء وانتماء كبير للمنشأة، وقد يقضون الكثير من الوقت والجهد بل قد يصرفون من أموالهم من أجل إنجاح العمل ولكن مع كل ذلك قد لا يجدون التشجيع والاهتمام من قبل الإدارة المشرفة عليهم والسبب لأنهم غير منضبطين في الحضور والانصراف من العمل.


وفقًا لصحيفة الإندبندت البريطانية فإن إحدى الدراسات الاستقصائية التي أجرتها كلية هنلي البريطانية للأعمال أفادت بأن العمل لمدة 4 أيام فقط في الأسبوع يصب في صالح الشركات من خلال زيادة إنتاجية الموظفين وتحسين الصحة البدنية والعقلية لهم، وتوصلت الدراسة التي شملت أكثر من 250 شركة بأن العمل لمدة 4 أيام في الأسبوع يوفر ما يقدر بنحو 104 مليارات جنيه إسترليني سنويًا وأن 64% من الذين قاموا بهذا المخطط قد تحسنت إنتاجيتهم، كما ساهم هذا الأسلوب في جودة الحياة الإجمالية للموظفين، فقد أفاد أكثر من 78% من الشركات بأن الموظفين كانوا أكثر سعادة وأفاد 70% بأنهم كانوا أقل إجهادًا في حين انخفضت الإجازات المرضية بنسبة 62%.

ما سبق يؤكد بأن البقاء في العمل لفترة أطول ليس بالضرورة مقياسًا على نجاح الموظفين أو تحسين بيئة العمل بل على العكس من ذلك، ولذلك فإن الإدارة الناجحة هي التي تستطيع أن توجد الأساليب وتستحدث الأنظمة وتضع القوانين التي من شأنها أن تساهم في المحافظة على النظام والانضباط من جهة والمحافظة على الروح المعنوية للموظفين المميزين والمبدعين من جهة أخرى، إذ من السهل على أي إدارة أن تجبر الموظفين على إثبات الحضور والانصراف بالبصمة أو غيرها من الأنظمة الأخرى ولكن قد يكون من الصعب عليها أن تحافظ على بعض الكفاءات من المبدعين والمميزين لأنها لم توازن بين مستوى إنتاجية هؤلاء والتزامهم بالحضور والانصراف.

أخبار ذات صلة

لصوص (المساجد).!
سلالة النبيِّ هارون..!!
أنا ونحنُ.. وآخرون
تناقص معدلات الإنجاب حول العالم!
;
المؤسس.. وقرار اكتشاف واستخراج الثروة المعدنية
رؤية السعودية.. رحلة تنموية ومستهدفات فائقة الجودة
الجامعات السعودية وتقرير رؤية 2030
المخالفات المرورية.. ومحدودو الدخل
;
«فيوز القلب» بعد صلاة الفجر..!!
حديث القلب.. من ولي العهد
رؤية الحاضر للمستقبل
عام ثامن لرؤية مباركة
;
تعزيز منهج تعليم الخط العربي
الحُطيئة يهجو نادي النصر
الوعي.. السلاح الخفي!!
الكلمات قد ترسم المسارات..!