الواقع العربي إلى أين..؟!

في اعتقادي أن كل عربي يعيش اللحظة يكرر نفس السؤال والأسباب عامة وشاملة.. فمعظم الدول العربية تعاني اقتصادياً واجتماعياً وأمنياً وذلك ينعكس على حياة الشعوب الواقعة بين فكي كماشة الضغوط من الداخل والخارج.. الضغوط الخارجية تتمثل في الحملات الإعلامية المكثفة ضد العرب والمسلمين والأطماع المستمرة بهدف تفتيت وحدة كل دولة على حدة حتى يكتمل مشهد الفوضى ويصبح الكل يعاني ويتمكن الخصوم من الانقضاض على الفريسة ويأخذ كل واحد نصيبه منها.. وتحديداً أطماع إيران وتركيا وإسرائيل والدول الكبرى التي لها أطماع ومصالح استراتيجية في المنطقة العربية لا يمكن أن تتخلى عنها.. ولذلك تراقب الوضع العربي بعناية خاصة.

كما إن غياب تحالفات موثوقة يعقد المشهد لأنه لم يعد بالإمكان معرفة الصديق من العدو في جو الفوضى التي تجتاح العالم وتهدد النظام العالمي بالانهيار وتقضي على امكانية اللجوء لاي مرجعية دولية تلزم باحترام سيادة الدول التي نص عليها ميثاق الأمم المتحدة ومجلس الأمن الذي أسس لحماية السلم العالمي واعطيت خمس دول كبرى دائمة العضوية حق الفيتو للتأكيد على ذلك وتمكينها من التدخل وحل النزاعات والاعتداءات بالقوة عندما تقتضي الضرورة ذلك.


تمزيق سوريا ولبنان والعراق وليبيا واليمن أمثلة صارخة تعيشها المنطقة ومجلس الأمن عاجز عن التدخل بحزم في أي من الانتهاكات الأمنية والإنسانية لان التوافق الدولي غير موجود والكل ينتظر ساعة الانهيار الكامل حتى يحصل على نصيبه من الفريسة.

وفي الداخل العربي.. معظم الشعوب العربية تعيش فوضى ذهنية حيث أصبحت مشتتة بين الداخل والخارج بسبب الخلافات على السيطرة والثروات ومناطق النفوذ يصاحب ذلك التأزم بين الحداثة والتراث.. والمواطنة والهوية والانتماءات الخارجية.. وغياب الحوار الوطني الشفاف من أجل الخروج من الأزمات تلقي بضلالها في كل مكان.. الأوضاع الاقتصادية المتلاحقة وارتفاع معدلات البطالة والنسبة العالية من الشباب في كل دولة الطامحين لحياة أفضل تزيد من فرص الاختراقات الخارجية وتصعد من حدة التحديات أمام أنظمة الحكم التي تصارع من أجل البقاء والحفاظ على الأمن والاستقرار ولو بالحد الأدنى.


التطورات الهائلة في صناعة تقنية المعلومات سهلت التواصل وصعدت أزمات التشويش على حياة المواطن العادي الذي يتعرض لهجمات معلوماتية مكثفة من كل الاتجاهات بغرض الإغواء والتشكيك وزرع رعب اجتماعي خفي يهز ثقة المجتمعات ويرفع من وتيرة الصراعات بين الفئات المختلفة.. وأكبر دليل على ذلك ما يحصل في اليمن وليبيا والعراق ولبنان وسوريا ودول أخرى في طريقها للفوضى البغيضة.

وللإجابة على السؤال.. الى أين؟ فإن في تجارب ماضي الأمة العربية ما يسعف على فهم الواقع العربي المضطرب والاستنارة به.. ولكن هل في الوقت متسع للقراءة المتأنية والتبصر وفرز الغث من السمين والحفاظ على وحدة الأوطان وأمن المواطنين وصد مكر الأعداء؟ والجواب.. نعم والمطلوب قراءة جادة للواقع وأخذ العبرة من أزمات المجتمعات المنكوبة وآلامها والتصدي للتحديات بحلول عملية تركز على الوحدة الوطنية والأمن والاستقرار.

أخبار ذات صلة

لصوص (المساجد).!
سلالة النبيِّ هارون..!!
أنا ونحنُ.. وآخرون
تناقص معدلات الإنجاب حول العالم!
;
المؤسس.. وقرار اكتشاف واستخراج الثروة المعدنية
رؤية السعودية.. رحلة تنموية ومستهدفات فائقة الجودة
الجامعات السعودية وتقرير رؤية 2030
المخالفات المرورية.. ومحدودو الدخل
;
«فيوز القلب» بعد صلاة الفجر..!!
حديث القلب.. من ولي العهد
رؤية الحاضر للمستقبل
عام ثامن لرؤية مباركة
;
تعزيز منهج تعليم الخط العربي
الحُطيئة يهجو نادي النصر
الوعي.. السلاح الخفي!!
الكلمات قد ترسم المسارات..!