كيف تتقاعد في سن الثلاثين؟!

* الانسياق خلف جزرة الوظيفة دون تخطيط، أمر قد تكون له عواقب غير جيدة، مالياً وصحياً واجتماعياً على المدى البعيد.. كثيرون استنزفهم الروتين الوظيفي فعاشوا أياماً مملة ومكررة حتى وان كانوا يتوهمون غير ذلك!. الحياة ليست ركضاً وظيفياً فقط، والعقاد كان يسمي الوظيفة عبودية العصر نظراً لقيودها التي قد تمنع عن الكثير من أوجه الحياة!. هل لديك أصدقاء مازالوا يدورون في ساقية العمل؛ لأنهم لا يستطيعون التقاعد؟! بالتأكيد كلنا نعرف أناساً من هذا النوع، وهذه الحالات تحدث في الغالب لمن لم يحققوا (استقلالهم المالي) مما يجعلهم مقيدين في الوظائف رغم حاجتهم الآن للراحة ولتغيير اتجاهاتهم في الحياة. ‏

* العمل ضرورة وشعور بالخصوبة، لكنه يجب أن يتناسب مع المراحل السنية والفكرية للإنسان.. لهذا يبدو التقاعد المبكر هدفاً مهماً في مجتمعات أخرى أكثر منا وعياً بالحياة، كونه يعني تغيير طبيعة العمل والانطلاق نحو مراحل أخرى منها العمل الخيري مثلاً. (ستيف أدكوك) شاب حقق ثروة معقولة، وتقاعد من وظيفته قبل سن الـ35. يقول في مقال كتبه في موقع «CNBC»، أنه استقال عندما وصلت ثروته مليون دولار، وتخلى عن راتبه ذي الست خانات، لأن التقاعد المبكر كان هدفًا اساسياً له منذ اليوم الأول. «كنت أحصل على راتب ممتاز، لكن فكرة الذهاب للعمل يوميًا كانت فكرة مقلقة.. من المزعج أن يكون لك رئيس أو أن تخضع للرقابة.. الاجتماعات وصراعات المكتب أمور مرهقة، أردت ترك هذه القيود والعمل فيما أحب، والسفر حول العالم».


* بالطبع ليس بمقدور الجميع التقاعد في الثلاثينيات، فتحقيق الاستقلال المالي ليس سهلاً، لكنه في نفس الوقت لا يتطلب أن تكون عبقريًّا، وتقوم خطة (ادكوك) ببساطة على ثلاثة مبادئ أساسية 1- الادخار وهذا هو الأساس 2- الاستثمار وفتح موارد دخل جديدة خصوصاً في الأصول الثابتة، 3- تغيير عاداتك الحياتية والمالية.

* ومع أن (أدكوك) يوصي بعدم تقليص الإنفاق على كل شيء، وإعادة تقييم الأولويات.. كونه مؤمناً بالإنفاق بحرية على الأمور التي تجلب البهجة، إلا أنه يضع توصيات صغيرة مهمة تساعدك في تحقيق هدفك؛ منها أن تحرر نفسك من كل ما لا تحتاجه فالسر أن تعرف جيدًا ما يجعلك سعيدًا وما لا يجعلك.. كما يوصي بضرورة أن تعلم أين يذهب مالك؟! هذا مبدأ أساسي بالنسبة له، فكثير من الناس لا يملكون الانضباط الكافي للجلوس مرة في الشهر ومراجعة مصروفاتهم، ويضيف: لا تهمل مراجعة النثريات، فهي تكشف كيف يمكن أن تقف عاداتك الشرائية في طريق تحقيق هدفك.. لاحظ اشتراكاتك الشهرية المنسية مثلاً، واسأل نفسك هل تستعملها حقًّا أم لا؟.


* أياً كانت درجة اتفاقنا مع فلسفة ادكوك المالية فلا أحد يرغب في أن يكون متعثرًا ماليًا في أواخر حياته، لذلك حتى وإن لم يكن هدفك هو التقاعد المبكر أو تغيير نمط يومك العملي فاصنع لنفسك استقلالا ماليًا يفتح أمامك خيارات أكثر في مراحل سنية معينة.

أخبار ذات صلة

قبسات من رأس المال الاجتماعي.. والأسوة الحسنة
المملكة تعيد رسم خريطة التكامل الاقتصادي مع العراق
تعرَّف على نفسك !!
إيجاري.. والحاجة للتطوير
;
معكوســــــــة
الحوكمة في الأزمات
الزي الوطني.. هوية الأمة وعنوان حضارتها
لصوص (المساجد).!
;
سلالة النبيِّ هارون..!!
أنا ونحنُ.. وآخرون
تناقص معدلات الإنجاب حول العالم!
المؤسس.. وقرار اكتشاف واستخراج الثروة المعدنية
;
رؤية السعودية.. رحلة تنموية ومستهدفات فائقة الجودة
الجامعات السعودية وتقرير رؤية 2030
المخالفات المرورية.. ومحدودو الدخل
«فيوز القلب» بعد صلاة الفجر..!!