سيّد الخيانة..!!

لو كانت هناك علاقة بين لاعب كرة قدم وبين ناديه ويُفترض أخلاقياً أن تكون علاقة بعيدة عن الاحتراف المُجرّد من العواطف، وأن تكون مُفعمة بالمشاعر الإنسانية، وأن يتخلّلها الوفاء بين الطرفين مهما تعكّرت الأجواء بينهما، وألّا تحدث حالة طلاق بينهما بالثلاثة، لكانت هي العلاقة بين اللاعب الأرجنتيني ليونيل ميسي ونادي برشلونة الإسباني الشهير!.

قولوا «ليش؟»

حسناً، لأنّ برشلونة هو الذي اكتشف ميسي في بلده الأرجنتين، حين كان طفلاً صغيراً ومغموراً وفقيراً، وهذا هو فضله الأول عليه، ثمّ عَلِمَ أنّه مريض بمرض نقص هرمونات النموّ الخطير فاستقدمه هو وكامل عائلته وتكفّل بمعيشتهم، وعالجه على حسابه في إسبانيا الأفضل طبياً من الأرجنتين، وهذا هو الفضل الثاني، ولو بقي ميسي في الأرجنتين لربّما تدهورت صحّته وما استطاع تنمية موهبته، وما اشْتُهِر وعرفه العالم الشغوف بكرة القدم!.

أمّا الفضل الثالث للنادي عليه فهو أنّه صقل موهبته، ولو اجتمعت الأندية الأرجنتينية كلّها على صقلها ما نجحت ولو بمعشار ما نجح فيه نادي برشلونة الذي يعتبر أفضل نادٍ في العالم في مجال الصقل الكروي!.

هو صحيح أنّ ميسي خدم النادي بعد ذلك، وجلب الكثير من البطولات المحلية والقارية والعالمية له، لكنّه لم يكن وحده بل كانت معه كوكبة من لاعبي العالم، فضلاً عن كوْن ذلك لم يكن بالمجّان، وقد ردّ النادي جميله بأضعافه، وأهداه فضله الرابع، وحوّله لشبه ملياردير في بحر سنوات قليلة، يملك القصور والطائرات والسيّارات الفاخرة، ممّا لم يكن ليحلم به لولا الله ثمّ النادي الكاتالوني العريق!.

والآن، وبعد قُرْب رحيل ميسي عن برشلونة بناء على رغبته وهو على عتبة الاعتزال أقول إنّه خائن بـ«نمرة واستمارة»، وينطبق عليه قول الشاعر على لسان أحد الخونة:

إنني خائن أبيع حياتي..

لطريق الشيطان الرجيمة..

إنني سيّد الخيانة!.