لماذا يهم العالم ما يحصل في أمريكا..؟

بعد الانتخابات الأمريكية التي مازالت محل نظر في رأي الرئيس دونالد ترامب برغم النتائج المقنعة والدعم الذي يحظى به بايدن من قادة عدد من دول العالم وفي مقدمتها الدول الرئيسية في القارة الأوروبية لأنها ستتخلص من ترامب الذي لم يتردد عن توبيخ قادتها في كل مناسبة تتاح له تحت شعار (أمريكا أولاً). سرعة تداعيات المواقف خلال ولاية ترامب أحدثت تغييرات تقتضي الضرورة على إدارة بايدن القادمة التعامل معها من منظور جديد يختلف عن منظور الرئيس السابق باراك أوباما عندما كان بايدن نائبًا له، ومن أهمها الاتفاق النووي مع إيران والميول الغريبة لحركة الإخوان في مصر وزلزال ما سُمي بالربيع العربي.

مع الصين وروسيا الحوار جيو إستراتيجي سياسي اقتصادي أمني، ولكنه لم يتوصل لنتيجة مع أي من القطبين أو مع الدول التي تدور في فلكهما مثل كوريا الشمالية وأوكرانيا ولا مع تركيا أردوغان الذي يهدد أمن البحر المتوسط والدول على ضفتيه شمالاً وجنوباً.


القضية الفلسطينية تظل أكبر اهتمامات الدول العربية والحزب الديموقراطي معروف بميوله ودعمه وانحيازه لإسرائيل وإدارة بايدن مطالبة بدعم حل الدولتين والضغط على إسرائيل بقبول المبادرة العربية التي تحظى بإجماع عربي.

جائحة كورونا التي هزت العالم من بداية العام الحالي أشغلت أمريكا وكل دول العالم عن أمور كثيرة أثرت على الصحة والاقتصاد والبطالة واللقاحات المنتظرة لم يتم اعتمادها بعد، وعلى الإدارة الأمريكية القادمة التعامل مع آثارها بكل ما يترتب على ذلك محليًا ودوليًا، والمتوقع أن تكون التكلفة عالية جدًا وإذا ذهب ترامب فلن يكون لدى الإعلام الأمريكي من يلقي اللوم عليه خاصة إذا استمرت أعداد الإصابات والوفيات في الارتفاع.


إن لعبة الخوف من الهجرة وزعم أنها تهدد هوية الولايات المتحدة البيضاء تعمق التشظِّي داخل المجتمع الأمريكي وقد تخرج عن السيطرة إذا لم تبرز قيادة قادرة على تغيير خطاب الكراهية وتعزيز مبادئ التعايش السلمي الضامن للأمن والاستقرار في دولة عظمى تملك كل مقومات التفوق ويُعَوَّل عليها قيادة العالم بعدل بدلاً من إشعال الحرائق في كل مكان بسياسات خاطئة.

أزمات الانتخابات تكررت في بلد في مقدمة التفوق التقني والتنظيمي على مستوى الولايات وتلتقي في قمة النظام الفدرالي والسلطات التشريعية والقضائية في واشنطن ويفترض أن هناك طرقاً أسرع وأكثر دقة لفرز الأصوات وإعلان النتائج بعيدًا عن الشكوك وإمكانية التزوير وتشويه سمعة الممارسات الديموقراطية التي تنادي بها أمريكا في كل دول العالم.

الحزب الديموقراطي الأمريكي الذي يتكون من عناصر متعددة المشارب السياسية لا يتوقف عن التنظير ومحاضرة دول العالم عن الديموقراطية والعدالة وحقوق الإنسان ولكنه يعجز عن تحقيق تلك المبادئ على صعيد الواقع للشعب الأمريكي الذي تعاني الأقليات فيه من العنصرية والفقر وسوء المعاملة.

وأخيرًا إن قلق العالم واهتمامه بما يحصل في أمريكا له مبرراته بسبب أهمية الأمن الدولي وعمق ارتباط عدة مؤسسات دولية مثل صندوق النقد الدولي والدولار الأمريكي بالاقتصاد العالمي ودعم المنظمات الدولية وعلى رأسها مجلس الأمن الذي تطالب دول مثل ألمانيا واليابان والهند وعدد من الدول الأخرى بتعديل نظامه وتوسيع عضويته.

أخبار ذات صلة

قبسات من رأس المال الاجتماعي.. والأسوة الحسنة
المملكة تعيد رسم خريطة التكامل الاقتصادي مع العراق
تعرَّف على نفسك !!
إيجاري.. والحاجة للتطوير
;
معكوســــــــة
الحوكمة في الأزمات
الزي الوطني.. هوية الأمة وعنوان حضارتها
لصوص (المساجد).!
;
سلالة النبيِّ هارون..!!
أنا ونحنُ.. وآخرون
تناقص معدلات الإنجاب حول العالم!
المؤسس.. وقرار اكتشاف واستخراج الثروة المعدنية
;
رؤية السعودية.. رحلة تنموية ومستهدفات فائقة الجودة
الجامعات السعودية وتقرير رؤية 2030
المخالفات المرورية.. ومحدودو الدخل
«فيوز القلب» بعد صلاة الفجر..!!