إدارة كل مين إيدو إلو!

·في المسلسل السوري الشهير (صح النوم) تدور الأحداث ضمن حارة اسمها حارة (كل مين إيدو إلو) وهذا الاسم الغريب هو تعبير عن الفوضى العارمة وتضارب المصالح؛ وقل إن شئت حرب المصالح التي كانت تعمّ الحارة، والتي لم تتوقف عند حروب (غوار الطوشة) و (حسني البورزان) على الفوز بقلب صاحبة الفندق الثرية، بل شملت الجميع تقريباً، لتصنع ذلك الكم الكبير من المفارقات المضحكة، والكوميديا الخالدة التي مازالت باقية في أذهان الكثيرين حتى اليوم.

· بعض المنظمات والإدارات تشبه في الفوضى وحروب المصالح التي تسيّرها حارة (كل مين ايدو الو).. بل أن الشبه قد يمتد ليصل الى فصول من تلك الكوميديا السوداء التي تسير على طريقة «شر البلية ما يضحك».. فعندما يُقدّم رئيس منظمة مصالحه الشخصية الضيقة على المصالح العليا للوطن والمجتمع والمنظمة، فلا عجب أن يصبح هذا المنهج النفعي (المصلحجي) هو من يسيّر كامل المنظمة، ويحكم العلاقات العامة بين العاملين فيها!.


· ‏تغليب المصالح الشخصية هو بوابة الفساد الأولى والأكبر، والمدير الذي تحكمه مصالحه لا يستطيع أن يحكم منظمته مهما كان حجم قدراته ومهاراته وأهدافه المعلنة.. لأنه يؤسس -بقصد أو من غير قصد- لثقافة عامة مذهبها الأول هو تقديس الذات؛ وتغليب مطالبها ومصالحها الخاصة على أي شيء آخر، فيتغلب الأنا، ويحكم المنظمة قانون الاستحواذ، وقواعد (الهبش) الشخصي فتشتعل حروب المصالح بين الإدارات والأقسام في المنظمة، ويشتعل معها (دق الاسافين) من أجل الحصول على أكبر كم من الفوائد الشخصية واستغلال فترة وجود المدير النفعي المنشغل بمصالحه الخاصة.

· المصالح الشخصية ليس بالضرورة ان تكون اموالاً، بل قد تكون أحياناً في حصول الشخص نفسه أو أحد (محاسيبه) على امتيازات غير مستحقة.. وقد تكون بالانشغال واهدار وقت وموارد المنظمة في التلميع الذاتي، ومحاولة الظهور طمعاً في القفز لمنصب أكبر وبالتالي مصالح أكثر.. وقد تكون بمقايضة المصالح مع منتفعين آخرين في إدارات أخرى؛ عملاً بمبدأ (خدمة بخدمة) أو (امسك لي واقطع لك)، ناهيك عن تعيينات الاقارب والأصدقاء و (الشلة) وتسخير جُلّ موارد المنظمة لهم، ولتذهب مصالح الناس للجحيم!.


· النجاح الإداري واللهاث خلف المصالح الشخصية ضدان لا يجتمعان في شخص مدير واحد.. الانشغال بالمصالح الشخصية تعطيل لنجاح أي منظمة لأنه بكل بساطة تعطيل لمشاريعها التنموية والتطويرية، وكلما زادت آفة المصالح الشخصية استعاراً داخل إدارة أو مؤسسة كان ذلك على حساب جودة العمل ورضا العاملين!.

· المدير الذي تحكمه المصالح الشخصية هو مدير ضعيف ومحكوم بالفشل، ضعيف لأن عينيه معلقتان دوماً باتجاه دنيا يصيبها، أو غنيمة يفترسها.. ومحكوم بالفشل لأن فمه ملجم بلجامٍ من خوف على انكشاف سجل طويل من قصص الفساد وحكايات المصالح.

أخبار ذات صلة

لصوص (المساجد).!
سلالة النبيِّ هارون..!!
أنا ونحنُ.. وآخرون
تناقص معدلات الإنجاب حول العالم!
;
المؤسس.. وقرار اكتشاف واستخراج الثروة المعدنية
رؤية السعودية.. رحلة تنموية ومستهدفات فائقة الجودة
الجامعات السعودية وتقرير رؤية 2030
المخالفات المرورية.. ومحدودو الدخل
;
«فيوز القلب» بعد صلاة الفجر..!!
حديث القلب.. من ولي العهد
رؤية الحاضر للمستقبل
عام ثامن لرؤية مباركة
;
تعزيز منهج تعليم الخط العربي
الحُطيئة يهجو نادي النصر
الوعي.. السلاح الخفي!!
الكلمات قد ترسم المسارات..!