نار القدس.. ونور الأقصى!

لا المسيرة الاستفزازية للمستوطنين الصهاينة، ولا النفير العام الذي دعت إليه السلطة الفلسطينية، ولا التهديد بصواريخ جديدة، ولا أكثر من ذلك كله، يمكن أن يغير من الحقيقة الكونية والعالمية الوحيدة، والتي تقول إن القدس عربية وعاصمة قديمة لدولة عربية اسمها فلسطين! ومثلما كانت القدس الأبية عصية على كل تغيير، وعلى عكس ما يتمناه نتنياهو قبل أن يغور، ستشتعل النيران التي أرادها في صفوف حزبه، وحزبه خلفه ولو بعد حين!

والحاصل أن نتنياهو على عكس ما يتصور أعضاء حزبه ومشجعيهم من الشرق والغرب، ومن العرب وغير العرب، أزجى للقدس أكبر خدمة في هذه الحقبة التاريخية من عمرها المديد، لقد جعلها تعود من جديد، لتكون حديث القريب والبعيد!


في السابق كان بعض العرب، يتصور أن المسألة انتهت، وأن المشكلة تنحصر في هذه المساحة الضيقة، التي قال بعضهم إنها في الأصل تحت الأرض وليس فوقها والمسماة بالمسجد الأقصى هي المشكلة! ولأن كل مشكلة ولها حل، فليكن باقيًا، بحيث تتاح الفرصة للمصلين «السواح الزائرين» أن يزوروه ويصلوا فيه! لقد كانوا يعتقدون ذلك، حتى طغت أزمة حي صغير في القدس اسمه حي الشيخ جراح، لنكون حديث العالم كله!

لقد انبلج نزر الأقصى حتى ملأ أحياء القدس كلها، ليتحول حي الشيخ جراح على سبيل المثال من مجرد مشكلة إنسانية لعدد من العوائل الفلسطينية المهددة بالطرد إلى أيقونة ووسم عالمي للأحرار في أنحاء الدنيا! هكذا بات وسم #


أنقذوا_حي - الشيخ _جراح هو السائد في المسارح العالمية، والمنصات الأوروبية!

وامتدادًا للنيران التي أشعلها ويشعلها نتنياهو في نفسه، بات العلم الفلسطيني يرفرف في ملاعب الكرة العالمية، أحيانًا مع إحراز هدف، وأحيانًا مع حصد بطولة، باعتباره عنوانًا للانتصار، ودليلا ساطعًا لإرادة الأحرار!

أكثر من ذلك، فقد باتت مشاهد منى الكرد، وزينة حلواني، وجيفارا البديري، تحتل أغلفة الصحف والمجلات في أمريكا وأوروبا، وأصبحت صور الجامعيات السجينات ربى عاصم، وشذى الطويل، وليان كايد، تزين جدران البيوت!

والمثير في مشهد جيفارا، وهي بالمناسبة زميلة قديمة، شأنها في ذلك شأن وائل الدحدوح، أن فرقة اعتقالها وهي المولودة في القدس، كانت تضم جندية أوكرانية، وأخرى إثيوبية، في حراسة ضابط أرجنتيني!

وهل أتاك حديث المذيع الأمريكي، الذي استوقف سياسية صهيونية، راحت تتحدث في برنامجه عن الفلسطينيين باعتبارهم إرهابيين، قائلا: إرهابيين؟ مهلا «ميمي» اسمعيني! ماذا لو استيقظت يومًا فوجدت أمام باب بيتك، جنديًا مسلحًا يشهر سلاحه في وجهك ويأمرك بالمغادرة؟!

كنت أنهي المقال وأنا أقرأ خبرًا على وكالة الأنباء الفرنسية يقول، إن منظمي مسيرة اليمين المتطرف الخاصة بما يدعونه عن حتمية «توحيد القدس» قرروا إلغائها، وسط ترحيب الولايات المتحدة وكأن المستشار القضائي للحكومة الإسرائيلية يقرر عدم التدخل في قضية أهالي الشيخ جراح ويرد ملف القضية الى المحكمة.. إنه الواقع الجديد على الأرض!

أخبار ذات صلة

قبسات من رأس المال الاجتماعي.. والأسوة الحسنة
المملكة تعيد رسم خريطة التكامل الاقتصادي مع العراق
تعرَّف على نفسك !!
إيجاري.. والحاجة للتطوير
;
معكوســــــــة
الحوكمة في الأزمات
الزي الوطني.. هوية الأمة وعنوان حضارتها
لصوص (المساجد).!
;
سلالة النبيِّ هارون..!!
أنا ونحنُ.. وآخرون
تناقص معدلات الإنجاب حول العالم!
المؤسس.. وقرار اكتشاف واستخراج الثروة المعدنية
;
رؤية السعودية.. رحلة تنموية ومستهدفات فائقة الجودة
الجامعات السعودية وتقرير رؤية 2030
المخالفات المرورية.. ومحدودو الدخل
«فيوز القلب» بعد صلاة الفجر..!!