كتاب

فأغرينا بينهم العداوة والبغضاء!!

صدق اللهُ العظيم الذي أنزل في قُرْآنِه الكريم من آياته البيّنات ودلالاتها الإعجازية ما تصْدُقُ في كلّ الأزمان، ومنها الآية رقم «١٤» في سورة المائدة التي تقول:

«وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُوا حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللهُ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُون».


وفي أمّهات التفاسير أنّ الله عزّ وجلّ وكما أخذ على اليهود الميثاق، فكذلك أخذ على الذين زعموا أنّهم نصارى لعيسى عليه السلام، وزكُّوا أنفسهم دون تزكية من الله التي هي الأساس في صلاح الحضارات، فنقضوا الميثاق، ونسوا ما ذُكِّروا به نسيانا علمياً وعملياً، فسلّط الله بعضَهم على بعض، وصار بينهم من الشرور ما يقتضي بُغْض ومعاداة بعضِهم لبعض إلى يوم القيامة.

وهذا هو عين ما نشاهده اليوم بين روسيا النصرانية من جهة وأوكرانيا وأوروبا وأمريكا النصرانية كذلك من جهة أخرى، فبعد حربين عالميتيْن كان فيهما من العداوة والبغضاء بينهم ما لا يمكن محوه من دواوين التاريخ، ومقتل وتهجير الملايين من شعوبهم، استراحوا قليلاً في محطّة ما يُسمّى بالحرب الباردة، وتمكّن خلالها المعسكر الغربي الذي تقوده أمريكا من هزيمة المعسكر الشرقي بقيادة الاتحاد السوفييتي الغابر، ثمّ بدأت جولة جديدة من العداوة والبغضاء تظهر رُويداً رُويداً باستقواء الروس اقتصادياً وعسكرياً، ونزعة من الرئيس الروسي الحالي في استعادة الامبراطورية السوفييتية التي نهشها الغرب نهْشاً مُبيناً، والأيام القادمة حُبْلى بما سيجري بين النصارى من تبعات للعداوة والبغضاء اللتيْن كتبهما الله عليهم، ومن أصدق من الله قيلا؟ ومن أصدق من الله حديثا؟.


أمّا بقية العالم، وخصوصاً العرب والمسلمين، فلا ريب أنّ الحياد واجب، وأنّ الدخول بين أطراف تُعادي وتبغض بعضها بإغراء من الله هو ظلم للنفس، فلا طاقة لمخلوق فيما كتبه الخالق من عقاب، ولا مصلحة للعرب والمسلمين إلّا بعدم الانحياز، والاستقواء الذاتي، وإجادة الدفاع عن الدين والأوطان، فلعداوة القوم وبغضائهم شرر عظيم، يعبر القارّات، ويُدمّر البُلدان، اسمه السلاح النووي!.

أخبار ذات صلة

قبسات من رأس المال الاجتماعي.. والأسوة الحسنة
المملكة تعيد رسم خريطة التكامل الاقتصادي مع العراق
تعرَّف على نفسك !!
إيجاري.. والحاجة للتطوير
;
معكوســــــــة
الحوكمة في الأزمات
الزي الوطني.. هوية الأمة وعنوان حضارتها
لصوص (المساجد).!
;
سلالة النبيِّ هارون..!!
أنا ونحنُ.. وآخرون
تناقص معدلات الإنجاب حول العالم!
المؤسس.. وقرار اكتشاف واستخراج الثروة المعدنية
;
رؤية السعودية.. رحلة تنموية ومستهدفات فائقة الجودة
الجامعات السعودية وتقرير رؤية 2030
المخالفات المرورية.. ومحدودو الدخل
«فيوز القلب» بعد صلاة الفجر..!!