كتاب

بين عيد الحب.. وعشق المتعة والجسد!!

* (الشعر ديوان العرب)، وبالرجوع له منذ الجاهلية وحتى اليوم، نجد أغلب قصائده فصيحة كانت أو غير ذلك، تدور حول (الحُبّ والعشـق والهيام)، ورداء الأغلبية مَدّ أكمامه لـ»أبيات الأغاني بشتى صورها»، ولم يكتفِ بذلك فأمواجه طاغية في (الحكايات)، التي نقلها الرُّواة كتلك التي جمعت بين (جميل وبثينة، وعنترة وعبلة، وكثير وعزة)، أو تلك التي كتبتها خيالات الأدباء في رواياتهم.

*****


* (الحب العربي) أوصل (العاشق) أن يظل باكياً عند فراق محبوبته وهو يُلصق خدَّه بالأرض ليحظى بآثار أقدامها، وتناثرت شظاياه لتصيب دوابّ الأحبة، كما أكد «الشاعر اليشكري» (وأُحِبُّها وتُحِبُّنِي.. ويُحبُّ ناقتها بعيري)، بل قد ينتهي بهم (الهيام) لفقدان العقل، كحال (مجنون ليلى)!!

*****


* قصائد وحكايات وأغاني الحب بين الجنسين عند بني يعرب كان حقها أن تؤكد على رقة قلوبهم ولين طبائعهم وأحاسيسهم المرهفة، وهو ما يصنع علاقات زوجية فريدة، وأسراً سعيدة، ومجتمعات أكثر تناغماً وتماسكاً ماضياً، ولكن يبدو لا شيء من ذلك فـ(القسوة والغلظة أبرز صفاتهم)، فيكفي أن منهم الذين كانوا يئدون بناتهم، والذين يقتتلون لـ(40 سنة) من أجل (الحيوانين أو الفرسين داحس والغبراء)!!

*****

* هذه شواهد بسيطة من الماضي، أمّا في الحاضر فقد استمرت حلقات (حكايات الحبّ عند العرب) إلا أنه لا أثر لها في حياتهم، فنسب الطلاق مرتفعة جداً؛ ففي حين لم تقل عن (15%) من عقود الزواج في دولهم، تجاوزت في بعضها الـ(48%)، أما العنف الأسري فرغم غياب الإحصائيات الدقيقة إلا أن المكتب الإقليمي لهيئة الأمم المتحدة في الدول العربية أشار في دراسة حديثة إلى أنه في حدود الـ(50%)، يضاف لذلك ازدياد نسبة الجريمة التي تغذيها صراعات واستقطابات دينية ومذهبية وعرقيّة وسياسية؛ فغدت وأمست المنطقة العربية أكثر ساحات العالم التهاباً!!

*****

* أخيراً بعد تلك الحكايات والمعطيات التي رصدها سجل العرب في ماضيهم وحاضرهم من حقنا أن نتساءل هل صدقوا في ذلك (الحُبّ المجنون) الذي يجمع بين «آدمهم وحوائهم» ليتجاوز الحدّ، أم أن كل ذلك مجرد كذب، وعشق للمتعة والجسد؟! تساؤلات سبق وطرحتها، وأعيدها اليوم بمناسبة ما يُسمّى بـ(عيد الحب) الذي يوافق الـ14 من شهر فبراير الحاضر؛ فما رأيكم طلبقكم الله ودمعزكم؟!

أخبار ذات صلة

التَّشهير بالمتحرِّشات
الهلال.. ونعمة الزواج!!
الإداريات والترقيات
من مشكلة إلى سياحة!!
;
أدب في الليث: صالون من الذكريات
كل إناء بما فيه ينضح
{... فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ}؟!
أثر حرية التعبير على النهضة العلمية في الإسلام
;
درسٌ من مطر!
قطع الطريق على المتحرِّشين
بيع بالمشعاب !
الموارد البشرية.. والوظائف الموسمية
;
الصناعة.. قَدَر الخليج ومستقبله
اللاعب الموهوب.. واللاعب المصنوع
إدارة الموارد البشرية في عصر التقنية
طريق الفيل: أثر «الأحلام» الخائبة(1)!