أسواق في الضمائر

السوق كلمة تحمل أكثر من معنى ..على المطلق أنت تتوجه للسوق يعنى القيام بجولة للفحص والشراء أو اكتشاف السلعة المناسبة فى المكان المناسب ..البعض يجعل من السوق نزهة مع العائلة تنتهى بتناول العصائر والوجبات الجاهزة كنوع من التغيير ..والسوق بالمعنى العام هى الوعاء الوطنى للانتاج والخدمات ..وقد يكون المعنى متسعاً لأكثر من حدود الدولة (مثل السوق الاوروبية المشتركة التى تحولت إلى الاتحاد الاوروبى أو السوق العربية المشتركة الأمنية التى لم يحققها العرب بعد

وقديماً كان سوق عكاظ -قريبا من الطائف -مهرجانا سنويا للشعر والفروسية والمناظرات ..يظل الأساس للمهرجانات الثقافية والفنية الخ ..وليسهل لنا مهمة استخراج اللفظ ..لؤلؤة من صدفة مائية وبالتالى يكون موضعاً لدراسة المهتمين بالتراث الشعبى والاقتصاد معا..واتحدث بالخصوص على تلك الأسواق التى عرفتها مدن وقرى المملكة قديما سواء كانت أسواقاً عامة للبضائع والأرزاق..أو متخصصة لأحد أنواع الحبوب او الحيوانات ..لتدخل فى الضمير الحضارى والذكريات المتجددة من الآباء والكبار الذين عايشوا هذا النشاط وبالنسبة لمدينتى ينبع النخل ..أضرب لكم الأمثلة من أسواق «السويق» والجابرية وسويقة ومازال بعضها ينصب قواعده فى أحد أيام الأسبوع ..هذه الأسواق التى تفتح فى ضمير كل منا ..مشبعة برائحة التاريخ ..ومشوار الحياة..ومن دوائر اهتمامنا بالماضى ..لذلك تكون صيانتها وترميمها واجباً علينا وتشجيع للأبناء على الزيادة والتفقد والمعرفة ..حبذا لو تمت أيام الجمع والاثنين بحيث كانت تقام ..وفرصة أيضا لعرض منتجات يدوية ومشغولات تراثية قبل أن تنطوى فى النسيان ..