نصيحةٌ عرفجيَّةٌ بإعادةِ توزيعِ الثَّروةِ المعنويَّةِ!!

هُنَاكَ أُغنيةٌ مَشهورةٌ تَقولُ: «المُنتَصرُ يَأخذُ كُلَّ شَيءٍ».. وهَذِهِ العِبَارةُ صَحيحَةٌ إلَى حَدٍّ كَبيرٍ، والدَّليلُ أَنَّكَ تَجدُ كِبَارَ المَسؤولِينَ -حَولَ العَالَمِ- يَتقَاضُونَ أَعلَى الرَّواتبِ، ويَركبُونَ فِي الدَّرجَةِ الأُولَى، ويُسَافرُونَ عَبرَ المَكتبِ التَّنفيذيِّ، ويُصدَّرُونَ فِي المَجَالِسِ، ويَتهَافَتُ النَّاسُ عَليهِم ويُجَاملُونَهم.. إلَى آخَرِ هَذِهِ الامتيَازَاتِ..!

وكَذَلكَ الأغنيَاءُ والأقويَاءُ، يَأخذُونَ كُلَّ شَيءٍ، وقَد رُويتْ عَن المَلكِ «خالد» -رَحمَهُ اللهُ- عِبَارةٌ خَالِدَةٌ يَقولُ فِيهَا: (سَاعدُوا الضُّعفَاءَ، أَمَّا الأقويَاءُ فهُم قَادرُونَ عَلَى مُسَاعدةِ أَنفسِهم)..!


لقَدْ تَعلَّمتُ مِن وَالدتِي «لولوة العجلان» -حَفظَهَا اللهُ- أَنْ أدعمَ الضَّعيفَ؛ حَتَّى يَضعَ قَدمَهُ عَلَى طَريقِ القوَّةِ، وأَنْ أُسَاعِدَ الرَّاسِبَ والفَاشِلَ؛ حَتَّى يَسلكَ طَريقَ النَّجَاحِ، حَيثُ كَانتْ أُمِّي بَعدَ صدُورِ نَتَائجِ الامتحَانَاتِ، تُبَاركُ للنَّاجحِينَ دونَ أَنْ تَمنحَهُم هَدَايَا، إنَّمَا الهَدَايَا تَذهبُ للرَّاسبِينَ، مُعلِّلةً ذَلكَ بقَولِهَا: (إنَّ المُسَاعَدَةَ والدَّعمَ يَجبُ أَنْ يَذهبَا للرَّاسِبِ والمُتعثِّرِ، أَمَّا النَّاجِحُ فتَكفيهِ الشَّهَادَةُ)..!

إنَّنَا بحَاجةٍ إلَى تَدبُّرِ هَذِهِ المَعَانِي السَّاميةِ، حَتَّى نَمنَحَ الدَّعمَ لمَن يَستَحقُّهُ، فالمُستشفيَاتُ لَيستْ للأصحَّاءِ، وإنَّمَا للمَرضَى، ودرُوسُ التَّقويةِ لَيستْ للنَّاجحِينَ، وإنَّمَا للطُّلابِ المُتعثِّرِينَ، والمَاءُ لَا يُقدَّمُ إلَّا لمَن أَدركَهُم لَهيبُ العَطَشِ..!


هُنَاكَ أُناسٌ -فِي عَالمِنَا العَربيِّ- يُطالبُونَ بإعَادةِ تَوزيعِ الثَّروَةِ المَاليَّةِ، ويَتجَاهلُونَ إعَادةَ تَوزيعِ الثَّروَةِ المَعنويَّةِ، مَع أَنَّهَا لَا تَقلُّ أَهميَّةً عَن سَابقتِهَا؛ لأنَّ الدَّعمَ يُؤدِّي إلَى النَّجَاحِ، والنَّجَاحَ يَجلبُ المَالَ والأعمَالَ، ويُحقِّقُ الآمَالَ..!

حَسنًا.. مَاذَا بَقِيَ؟!

بَقِي أَنْ نَقولَ: إنَّ العَالَمَ العَربيَّ -مَعَ الأَسَفِ- مُفلسٌ، وأَحيَانًا بَخيلٌ، فِي بَثِّ الدَّعمِ المَعنويِّ، ونَشرِ ثَقَافةِ التَّشجيعِ والتَّحفيزِ، ولقَدْ صَدَقَ العَالِمُ المِصريُّ «أحمد زويل» -يَرحمهُ اللهُ- حِينَ قَال: (سَبَبُ نَجَاحِ الغَربِ، أنَّهُم يدعمُونَ الفَاشِلَ حَتَّى يَنجَحَ، أَمَّا سَبَبُ فَشَلِ العَربِ، أَنَّهُم يُحاربُونَ النَّاجِحَ حَتَّى يَفشَلَ)..!!

أخبار ذات صلة

التَّشهير بالمتحرِّشات
الهلال.. ونعمة الزواج!!
الإداريات والترقيات
من مشكلة إلى سياحة!!
;
أدب في الليث: صالون من الذكريات
كل إناء بما فيه ينضح
{... فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ}؟!
أثر حرية التعبير على النهضة العلمية في الإسلام
;
درسٌ من مطر!
قطع الطريق على المتحرِّشين
بيع بالمشعاب !
الموارد البشرية.. والوظائف الموسمية
;
الصناعة.. قَدَر الخليج ومستقبله
اللاعب الموهوب.. واللاعب المصنوع
إدارة الموارد البشرية في عصر التقنية
طريق الفيل: أثر «الأحلام» الخائبة(1)!