جامعة نورة والتفاعل المحمود

من الجميل أن تتفاعل جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن مع الأمر الملكي الكريم الذي أصدره خادم الحرمين الشريفين والداعي للسماح بقيادة المرأة للسيارة تفعيلًا منها للوظيفة الثالثة للجامعة، وهي «خدمة المُجتمع» من جهة، وتعزيزًا لخصوصيتها لكونها الجامعة النسوية الأكبر ليس على المستوى المحلي، بل على المستوى العالمي من جهة أخرى، وهذا لم يتأت من فراغ بقدر ما كان تأكيدًا لوضوح الرؤية لدى الإدارة العليا للجامعة، التي استشعرت مسؤوليتها تجاه بنات جنسها والعمل على تأهيلهن لخوض التجربة الجديدة بمنهجية علمية تبتعد عن أسلوب المحاولة والخطأ، التي قد تُحدث تداعيات سلبية لا تُحمد عُقباها عند الممارسة الفعلية على أرض الواقع.

وترسيخًا للعمل المؤسسي قامت الجامعة بتوقيع اتفاقية إنشاء مدرسة لتعليم قيادة المركبات مع الإدارة العامة للمرور بهدف تقديم خدمات التعليم والتدريب على قيادة المركبات وفقًا لمواصفات عالمية من خلال المزج بين التعليم النظري والتدريب الميداني، إضافة إلى تصميم إستراتيجية توعوية لجميع المتقدمات الراغبات في قيادة مركباتهن، بحيث تتوافق مع مبدأ الشراكة وتحقيق تطلعات القيادة السياسية في التعاون بين الجهات ذات العلاقة بالدولة المعنية بتنفيذ القرارات المُشتركة، وقيام كل جهة بدورها المنوط بها بحسب تخصصها ومجالها التي تعمل فيه.

لقد حققت الجامعة بهذا الإجراء الواعي لدورها سابقة تُحسب لها تأسيسًا على أن تمكين المرأة في كل المجالات غاية تستهدفها كل العمليات التي تنفذها في حرمها الجامعي وتسعى جاهدةً في تجويدها للحصول على مُخرجات نوعية تُثبت عن طريقها كفاءة المرأة السعودية وتُعظِّم من دورها في تُحقق أهداف التنمية المُستدامة، والمساهمة الفعلية في تحقيق رؤية المملكة 2030 على اعتبار أن الجامعة قائدة لمؤسسات المجتمع وبيت خبرة تلجأ إليه الأجهزة الحكومية والقطاع الخاص لتقديم الاستشارات العلمية والقيام بالدراسات التخصصية كلٌ بحسب احتياجه.