الجنادرية.. وتلاقح الحضارات

منذ بدء انطلاقة فعاليات المهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية) في نسختها الأولى عام ١٤٠٥ بتنظيم وإشراف من وزارة الحرس الوطني وإلى نسختها الثانية والثلاثين التي تعقد فصولها هذه الأيام وبرعاية أبوية من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله-، منذ ذاك العهد وإلى يومنا هذا ونحن نلحظ تميزًا فريدًا من نوعه، تميزًا تعدى طوره المستقل، من خلال الجوانب التراثية التي يشهدها المهرجان عاما بعد عام ومن خلال المجالات المتنوعة للثقافات المتعددة المتواجدة في أجندة وفقرات المهرجان على مدار الأيام المنعقدة لأجله، وإن من أبرز تلك التطورات التي شهدها المهرجان خلال الأعوام الماضية وهذا العام استضافته لإحدى الدول لتكون ضيف شرف نزيلا على المهرجان ولا تقتصر هذه الاستضافة على المحيط العربي فقط بل تعدت لتصل إلى العالمية فقد استضاف المهرجان في سنين مضت الكثير من الدول منها الخليجية كالإمارات، والعربية كمصر، والإقليمية كتركيا، والدولية كروسيا الاتحادية وفرنسا واليابان والصين الشعبية وكذلك ألمانيا، بحيث تقوم ممثلية هذه الدول بعرض ثقافتها وفنونها الشعبية في باحات المعارض وأروقة المنتديات والملتقيات المعدة لهذا الغرض، هذا التنوع في الاستضافة سيرسم صورة عالمية للتنوع الثقافي ويعطي انطباعًا عن مدى انفتاح المملكة على جميع الحضارات بما فيها الحضارات العالمية.

لابد أن نشير هنا من أن هذا التنوع الثقافي للحضارات سوف يضع بصمته من خلال دائرة التأثير على الدول المشاركة، كالتأثير الواقع على زوار المهرجان من داخل المملكة وخارجها، فتبادل الثقافات تحددها مسارات الندوات المقامة في المنتديات والأمسيات المصاحبة للمهرجان.. كما يعد تواجد الفنون الخاصة بالدولة الضيف عاملا قويًا ومحفزًا للاطلاع في إطار المعرفة والبحث في علوم الآخر والتعرف على أدوات حضارتها، فالمعرفة وإن كانت أسيرة للأدوات فأدواتها هنا وفي هذا المهرجان على وجه التحديد ستكون الفنون بجميع أشكالها وأصنافها.


هذه المناسبة التاريخية لاقت قبولا عارمًا وشعبية هائلة لم نشهد لها مثيل على مستوى العالم العربي والإسلامي والدولي وسوف يسجل التاريخ للمملكة هذا الإنجاز في مجال تبادل الخبرات والتجارب وتلاقح الأفكار والتعريف بالثقافات عامة، ولعل من أولى أهداف هذا التعريف هو العمل على توعية الحضور بالحفاظ على الموروث المرتبط بالعادات والتقاليد الحميدة ونقلها للآخر عبر الحوار والفن.

أخبار ذات صلة

الرحيل
الرحيل
غزَّة والعالم
غزَّة والعالم
هنيئًا لنا بالأمير سلمان
هنيئًا لنا بالأمير سلمان
بركة المكان في المسجد النبوي
بركة المكان في المسجد النبوي
;
أحسنوا الوفادة لصاحبة (السعادة)
«روشن» يحطم عاجي أوروبا
«روشن» يحطم عاجي أوروبا
لولا الحبُّ لمتنا تعاسةً!!
لولا الحبُّ لمتنا تعاسةً!!
من قُطب إلى أركون.. (قراءة في بِنية العقليَّة الاتِّباعيَّة)
من قُطب إلى أركون.. (قراءة في بِنية العقليَّة الاتِّباعيَّة)
;
معاناة موسمية متكررة لطلاب مكة والمدينة
معاناة موسمية متكررة لطلاب مكة والمدينة
مشاهدات وهمية.. وصحافة الأفراد..!
مشاهدات وهمية.. وصحافة الأفراد..!
ورحل رجل الطيب والكرم
سحابة مُمطرة
;
.. إلى مزبلة التاريخ!!
.. إلى مزبلة التاريخ!!
مِشْعال القرية
مِشْعال القرية
الشللية والاحتكار في الفن
الشللية والاحتكار في الفن
رجل الأمن يصنع الدهشة
رجل الأمن يصنع الدهشة