75 عامًا... بحثًا عن السعادة

على مدى 75 عاماً، عكف مجموعة من الباحثين في جامعة هارفارد على دراسة الأسباب الحقيقيّة للسعادة، لتحديد أهمّ العوامل المرتبطة بسعادة الإنسان، هل هو المال أم هي الشهرة أم الذكاء.. أم غير ذلك؟

ومما خلُصت إليه الدراسة ما يلي:


«إنّ العلاقات الإنسانيّة الوثيقة، أكثر من المال أو الشهرة، هي التي تجعل النّاس سعداء طوال حياتهم، حيث أنّ تلك العلاقات تحمي الناس من مصاعب الحياة وتُساعد على تأخير التدهور العقلي والجسدي».

«إنّ طول عمر الفرد وسعادته يرتبط بشكل أوثق بعلاقاته الإنسانيّة من الارتباط بالمستوى الاجتماعي أو مقدار الذكاء أو حتى الجينات الوراثية».


«من خلال معاينة العديد من البيانات، بما في ذلك السجلات الطّبية الواسعة والمئات من المقابلات الشخصية والاستبيانات، تم رصد ترابط وثيق بين الحياة المزدهرة للأفراد وعلاقاتهم مع العائلة والأصدقاء والمجتمع».

«إنّ مستوى رضا الناس عن علاقاتهم في سنّ الـ50 هو المؤشر الأفضل على الصحّة البدنيّة، وليس مستويات الكولسترول لديهم». فقد «كان الأشخاص الأكثر ارتياحًا في علاقاتهم في سنّ الـ50 هم الأكثر صحة عند عمر 80 عامًا».

ومن قبل ذلك، فإنّ ديننا الحنيف يؤكّد دوماً على أهمّية توثيق علاقة الفرد بمن حوله لبناء مجتمع صحي مترابط ناجح.. ويبرز تأكيد المولى عز وجل في مواضع متعددة من القرآن الكريم على أهمّية توطيد علاقة الفرد بمن حوله للفلاح وللنجاح في مواجهة مصاعب الحياة.. ومن ذلك التوجيه الإلهي {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ} مع «مجموعة» {الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا}، وجاء الأمر في {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ} مقترناً بـ{جَمِيعًا} تأكيداً على أهمّية الترابط والعلاقات الجماعية.

ومن رحمةِ المولى عزّ وجل أن بعث للبشريّة صاحب الخُلق العظيم والمعاشرة الحسنة عليه أفضل الصلاة والتسليم ليتحلّق المؤمنون من حوله كـ»مجموعة» ولم ينفضّوا «فُرادى» مُتفرّقين {وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ}.. ويهدينا المصطفى عليه الصلاة والسلام لمُراعاة توثيق الروابط الاجتماعية بدايةً من الدائرة الأقرب المُتمثّلة في العائلة [خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لأَهْلِهِ] وصولاً إلى الدائرة الكُبرى التي تشمل كافة النّاس [أَحَبُّ النَّاسِ إلى اللهِ أَنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ، يَكْشِفُ عَنْهُ كُرْبَةً، أَوْ يَقْضِي عَنْهُ دَيْنًا، أَوْ يَطْرُدُ عَنْهُ جُوعًا].

لذلك فإنّ نجاح الفرد على المستوى العائلي والاجتماعي والمِهني مُرتبطٌ بنجاحهِ في علاقاته مع من حوله وحُسن معاشرته للنّاس.. ومما أرشدنا إليه ديننا الحنيف في هذا المضمار إفشاء السلام وبشاشة الوجه والابتسام، وأعطى عليه أجر الصدقة، اقتداءً بمن هو {بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ} عليه أزكى الصلاة والتسليم.

وكيل وزارة الحج والعمرة

لشؤون نقل الحجاج والمعتمرين

أخبار ذات صلة

قتل طفل لحساب الدَّارك ويب!!
ألا يستحون؟!
الخلايا الجذعية والحبل الشوكي
أقمار من خشب!!
;
هُويتنا وقيمنا وأخلاقياتنا العربية والإسلامية.. في خطر
رجع الصدى
لا شيء في الضوضاء.. غير وجهك يا معطاني!
القمع من المهد إلى اللحد!!
;
رحم الله معالي الدكتور عبدالله المعطاني
التحريض على الفسق والفجور
أبلة زهرة.. ومدرسة «الفتاة»
العناية بالمواهب عبر التاريخ
;
أبناؤنا.. والإنترنت المظلمة!
ذاكرة المطوفات.. ‏إضاءات تاريخية مشرقة
مقرر الكتابة الوظيفية والإبداعية.. مهلًا!
محمد بن سلمان.. و «رؤية 2030»