يا أهل جدة.. بماذا نكافئ الثقفي؟

25 عامًا بل 9000 يوم عمل تقريبًا صباحًا و %80منها مساءً أيضًا كرسها أبو أحمد في رسالة التعليم منذ تسنم مواقع القيادة التربوية مديرًا لمكتب التعليم ومن ثم مساعدًا للمدير العام ومن ثم مدير عام للتعليم بجدة، بذل عصارة فكره وقصارى جهده بل أفنى فيها صحته ولم يعد قلبه الأبيض يتحمل تحقيق أحلامه فتوقف نبضه قبل أن يتوقف تفكيره، عاصر سبعة وزراء تعليم وكان مصدر اعتزاز وثقة الجميع، وأضحى تعليم جدة يتصدر ادارات التعليم بالمملكة تميزًا وإبداعًا في شتى البرامج والأنشطة والمسابقات الوزارية وعلى مستوى منطقة مكة المكرمة ومستوى محافظة جدة وحصد طلابها وطالباتها مراكز متقدمة عالميًا في المسابقات العلمية والابتكارية.

ارتفعت أكف محبيه قيادات ومعلمين وطلاب ومجتمع جدة رجالا ونساء بالدعاء له بالرحمة والمغفرة ووري جثمانه ثرى مكة المكرمة بمقابر الشهداء.

وبعد.. بذل أبو أحمد وأعطى حتى أفنى حياته لخدمة رسالة التعليم بجدة، ونخص دعم مشروع رعاية الموهوبين منذ كان بذرة يبحث عن تربة طيبة ينمو فيها وقائدا ملهما يرعاها فكان أبو أحمد نعم الراعي والقائد حتى نمت وأينعت وأثمرت ونرى حصادها في كل عام إبداعًا وابتكارًا وكانت مبادرته بمدرستي الموهوبين بجدة علامة فارقة قد تكون على مستوى العالم العربي.

وبعد.. فماذا عسى مجتمع جدة أن يكافئه؟ كيف نخلد ذكراه وهو صاحب مبادرة جائزة جدة للمعلم (كلنا نقدرك).. ماذا عسى أهل جدة يكافئون أبو أحمد ليجسدوا شعار (كلنا نقدر) حيًا وميتًا.. كيف نكون قدوة لتقدير جهوده المخلصة وكيف نجسد قوله تعالى (وما جزاء الإحسان إلا الإحسان)؟.

ماذا لو قدمت له وزارته ما يخلد ذكراه بتسمية مدرسة الموهوبات باسمه؟ وماذا لو قدم مجلس المدارس الأهلية بجدة مبادرة بإقامة وقف باسمه يعود ريعه لصالح جمعيات تعليمية؟ وماذا لو قامت أمانة مدينة جدة بتسمية الطريق أمام مجمع الأمير سلطان باسمه؟.

​أحمد سعيد الحريري الزهراني

مساعد مدير تعليم جدة سابقا