يا خسارة..

بعد ست سنوات لم تنجب..

كان الحزن يطبق عليها من كل الجوانب..

فأمُّها تحفِّزها على الإنجاب..

وأمُّ زوجها تحرِّضه للزواج بأخرى..

وزوجها يضحك معها ويجاملها..

وهي ترى محبته وحنانه..

وهي أكيدة من أنه يخفي ألمه وأمنياته..

اجتمعت العائلة بغير موعد في بيتها مع أمها وأمه..

تناولت أمه الموضوع وقالت.. إن هذا يسمح لابني أن يتزوج.. فلديه القدرة المالية والشبابية والعمرية..

وقد أتيت لأخبركما بأنني سأدفعه للزواج..

قالت أمُّ الزوجة.. ولمَ لا؟.. فأنتِ أعلم به منا.. وبرغبته وقدرته.. وإذا وافق على بركة الله..

قالت أمُّ الزوج.. سيوافق ويوافق.. يا جماعة.. أريد أن أرى أحفاداً..

قالت أمُّ الزوجة.. معك كل الحق..

ساد صمت.. ونظر إلى زوجته مبتسماً وهو يقول لها.. ما رأيك؟..

قالت.. ما تراه أمُّك لك هو البركة كلها.. وبِرُّها أوجب..

قال.. يعني أنتِ موافقة؟!..

قالت.. ما تراه أنت..

قال.. يا أمي والله إني أحبك.. وأعرف حبي عندك ولكني لا يمكن أن أستغني عن زوجتي..

قالت له أمُّه.. ومن قال إنك ستستغني عنها.. فهي الكل في الكل.. وأنت قادر تفتح بيتين..

قالت الزوجة.. أطمنك.. قادر يفتح أربعة بيوت..

انفرد بزوجته بعد ذلك وقال.. ولا يهمك.. أنتِ عندي العزيزة الحبيبة..

قالت.. لقد تعبتُ واكتأبتُ وحزنتُ.. فأمك وأمي والكلمات اليومية والتحفيز والتحريض كلها أرهقتني..

قال لها.. أتعجَّب أن أمَّك لم تعترض بل وافقتْ.. وأثنتْ وأيَّدتْ..

قالت له.. أمي سيدة ذكية لا تريد أن توقع جدالاً مع أمِّك.. تكسبها وتكسبك..

بعد عدة شهور ذهب إلى أمه قائلاً إن زوجته حامل..

قالت الأم.. يا خسارة كنت أبغى أزوِّجك قبل ما تجيب لك أولاد..