كتاب

العالم وزعيم المنافقين!!

تخيّلوا معي رجلاً مرموقاً يأمر النّاسَ بالمعروف وينهاهم عن المُنكر، ومن لا يفعل ذلك منهم يعاقبه أشدّ العقاب، ثمّ أصبح فجأة وبين ليلة شتوية وضُحاها يفعل العكس، فيأمر النّاس بالمُنكر وينهى عن المعروف في موقفٍ متناقضٍ لا يمكن تشبيهه إلّا بنفاق زعيم المنافقين «عبدالله بن أُبيّ» في العصر النبوي الشريف!.

فإن سألتموني عن هوية الرجل فهو الغرب بعد الغزو الروسي لأوكرانيا التي نقلت كفالتها للغرب وصارت ابنة غير شرعية له، وهي عاصمته لغسيل الأموال وصناعة الفيروسات وتجارة الرقيق الأبيض، وكان الغرب قبل ذلك يرفض خلْط السياسة بالرياضة رفضاً قاطعاً، ومن يخلطهما ولو من باب القهر والفضفضة والجهر بالمظلومية يحرمه من البطولات العالمية، ويُجرّده من كؤوسها، وينبذه كما يُنْبُذُ المُصابُ بالجرب والجُذام والسُعار الكلْبي، ويُلْزِم كافّة الفرق الرياضية عند دخولها للملاعب برفع شعار «لا للعنصرية» و«لا سياسة في الرياضة»، إلخ إلخ إلخ!.


والمهم هو أنّ باقي العالم قد صدّقه، في الشرق والشمال والجنوب، وشكره على ديموقراطيته وتحضّره، وأعجبه كلامه عن هذا الموقف وكأنّه صرير خشبة صلبة مُسنّدة على جدار متين من الأخلاق، وكتم مُكرهاً لا بطلاً حقوق العديد من شعوبه وما تعانيه من ظلم واضطهاد واحتلال وقتل وتشريد في سبيل المبدأ الغربي النبيل بعدم خلْط السياسة بالرياضة، ثمّ عندما تعرّضت أوكرانيا لواحد على مليون ممّا تعرّضت له تلك الشعوب المسكينة انقلب الغرب بزاوية قدرها ١٨٠ درجة، فطرد روسيا من كأس العالم، وسمح بل حثّ الرياضيين على نصرة أوكرانيا ونصرته هو ضدّ روسيا، وأصبح الممنوع مسموحاً والسياسة كياسة والكورة تنّورة!.

وهنا أدرك شهرزاد الصباح، وختمت كلامها المُباح، بأنّ هناك حاجة لنظام عالمي جديد، في السياسة كما في الرياضة، كما في كلّ ما له علاقة بالإنسانية، وتجريم النفاق، وفضح المنافقين وهتك سترهم، ووصمهم بالعار لأبد الآبدين!.

أخبار ذات صلة

التَّشهير بالمتحرِّشات
الهلال.. ونعمة الزواج!!
الإداريات والترقيات
من مشكلة إلى سياحة!!
;
أدب في الليث: صالون من الذكريات
كل إناء بما فيه ينضح
{... فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ}؟!
أثر حرية التعبير على النهضة العلمية في الإسلام
;
درسٌ من مطر!
قطع الطريق على المتحرِّشين
بيع بالمشعاب !
الموارد البشرية.. والوظائف الموسمية
;
الصناعة.. قَدَر الخليج ومستقبله
اللاعب الموهوب.. واللاعب المصنوع
إدارة الموارد البشرية في عصر التقنية
طريق الفيل: أثر «الأحلام» الخائبة(1)!