الطلاق ليس حلا

‏‏في زحمة المشاكل العائلية قد يحدث الطلاق بين الزوج وزوجته في لحظات وفي أي وقت وهذا شيء متوقع ويحدث كثيرًا في حياتنا الاجتماعية ولكن المؤلم حقًا هو أن الطلاق يقع أحيانًا لأسباب بسيطة كان من المفترض البحث عن حلول واقعية لتلافي وقوع الطلاق الذي قد يعصف بهذه الأسرة ويدمرها خاصة في حال وجود أطفال أبرياء ليس لهم ذنب في كل ما يحدث، وللأسف لا أحد يدرك حجم المشكلة إلا بعد وقوع الطلاق، ومن الأسباب أن الرجل يتزوج ويعيش مع زوجته في مكان واحد قد تختلف عنه في الطباع والأفكار وهذا شيء طبيعي ومن هنا تبدأ المشاكل ونجد التنافر، فمن الحكمة أن يصبر الزوج على زوجته ويعطيها الوقت الكافي حتى تعتاد على طباعه وتصرفاته ويحاول الاقتراب منها أكثر ومساعدتها في التعايش معه ويحاول أن يغض الطرف عن بعض أخطائها خصوصًا في وجود أطفال يستحقون التضحية في سبيل سعادتهم وإيجاد الحلول المناسبة في سبيل المحافظة على هذا الرباط الأسري العظيم، فالطلاق ليس حلا فالجميع سيخسر ولا يوجد منتصر فعلى الزوج أن يدرك بأن الله عز وجل جعل أمر الطلاق بيده لقدرته على تحمل المصاعب والضغوط أكثر من الزوجة ومن خلال مشاهدتي للكثير من المشاكل الأسرية وجدت أن افضل الحلول في حال وجود مشكلة بين الزوجين أن يحاول كل منهما الابتعاد والتوقف عن النقاش ومن الأفضل للزوج أيضًا أن يخرج من المنزل في حال وقوع المشكلة حتى تهدأ الأمور فالعناد والمكابرة سوف تقضي على كل شيء في ثوان ومن الحكمة أيضًا عدم إشراك أي أطراف أخرى من الأقارب من أجل إيجاد حل لأن هناك من يضخم الأمور ويزيد من عمق الخلاف بقصد أو بدون ويجب أن نعلم أنه لا يخلو أي منزل من المشاكل التي تسمى ملح الحياة ولكن الفرق أن هناك من يسعى جاهدًا لحل أي خلاف قبل أن يكبر وهناك من يدمر حياته وحياة أطفاله وتكون النتيجة الندم المرير طوال العمر لأنه لم يدرك حجم المعاناة والظلم الذي أهداه لزوجته إلا بعد الطلاق.

هناك همسة أهديها لكل زوج.. تذكر دائمًا أن زوجتك هي أم لأطفالك وهي من اختارتك من بين الكثير وفضلتك عليهم وتذكر أن ما لا ترضاه لاختك وابنتك أكيد لا ترضاه على زوجتك وتذكر عزيزي الزوج أن الظلم عقابه أليم في الدنيا والآخرة وتذكر أن لديك أطفالا يستحقون أن تتحمل من أجلهم كل المشاكل فكن أبًا رحيمًا حكيمًا حنونًا عطوفًا وتعامل مع زوجتك بكل الحب فإن المشاكل لا تستمر دائمًا وإنما هي اختبار لقدراتك كزوج وعليك تجاوز كل العقبات لتأخذ بيد زوجتك وأطفالك إلى بر الأمان فالقوة في حفاظك عليهم وحمايتهم ولا أنسى أن أهمس في أذن كل زوجة وأقول لها حافظي على بيتك وأطفالك وزوجك وامنحيهم الحب والحنان وابتعدي عن كل ما يغضب زوجك وكوني له كل شيء واجعلي بيتك واحة من السعادة والحب والتفاهم فكل منكما يحتاج إلى الآخر وأمنياتي للجميع بالتوفيق والسعادة.