حصيلة السنة

حصيلة السنة هي الأيام التي مضت، بحلوها ومرها، مضت وكأنها يوم من نهار متسارعة بخطوات لا تنتظر، وكأننا في مضمار حلبة سباق من يصل أولاً. الركب يمضي والأيام محطات، لكن ما بين من يستعد للتزود من محطة إلى محطة، يجب عليه أن يكون جاهزاً لما سيأخذ من المحطة التالية، والأحرى من ذلك أن يضع بصمة في كل محطة يمر بها، فما هي الأدوات لوضع البصمة وماذا يستفاد منها؟

سؤال ربما يسأله عامة الناس لماذا أضع بصمة وماذا أجني من خلال هذه البصمة؟

البصمة هي زرعة تزرعها وتكون أثرا لوجودك بعد مغادرتك لتلك المحطة، يستفيد منها من كان بحاجتها، ونبراسا يذكر فيها صاحبها في عالم النسيان، وصدقة جارية تسقي صاحبها على مدى الزمان، وتجارة ربحها من الله بعد التكلان.

ستبقى أنت بسيرتك وماذا تقدمه من بعدك، ستجني محبة الناس دون أن تلتقي بهم، ودعاء لا ينقطع في ظهر الغيب، وحسنات من الرحمن في وقت انقطاع من الدنيا إيمانًا واحتسابًا.

حصيلة السنة هي محاسبة النفس، ماذا قدمت وماذا صنعت، هو تقرير لما قُدم خلال سنة كاملة، كي تستطيع أن تجني ما قدمته في الأيام التي مضت، وهي بداية تركيز لتلافي أخطاء السنة، والإقبال بأفكار جديدة للسنة المقبلة.

المجتمع هو محور حياتنا والبصمة ما تصنعه لمجتمعك التي تعد أنت جزءا منه، وكي لا أكون عشوائيًا في حياتي يجب علي معرفة ما ينبغي أن أقدمه، لأهلي وأصدقائي وجيراني وكل من هم حولي بحب وتفانٍ، هذا هو معنى الحياة حصيلة السنة.

علي الصافي

@al_safiali