منتدى

المَرْيِ....!

المَرْيِ....!
ربما كثير من الأجيال الحديثة لا تعرف من هو المَرْيِ وما وظيفته؟! فالمري صاحب وظيفة رسمية لرجل مدني يعمل صاحبها في كنف مخافر الشرط في المدن والمراكز والمحافظات وتتبع هذه المهنة إدارياً لإدارة المجاهدين في وزارة الداخلية السعودية ومهمة العاملين فيها تقصي الأثر للمتهم والاستدلال عليه فراسة وعقلياً وبالفطنة.. وسمي المري في المملكة نسبة لتميز قصاصي الأثر من قبيلة آل مرة السعودية ولأسبقية عمل بعضهم بها رسمياً.. وتسمية بعض المناطق بالقَصّاص كما في بعض مراكز محافظة القنفدة لتقصيه أثر قدمي المتهم سارقاً كان أو مجرماً وتتبعه والتعرف عليه بالشبه عند وقوع جريمة السرقة وغيرها سواء بعد اقتحام حرمة المنازل أو سرقة الماشية من البراري أو من حظائرها أو التعدي على أملاك الغير وسلبها.

واستحدثت هذه الوظيفة في بلادنا المباركة منذ بداية العهد السعودي الميمون والحقت بوزارة الداخلية لتسهم بها إنسانياً في العثور على التائهين وخصوصاً في الصحارى عند تلقي بلاغات الغياب وأمنياً في ضبط بعض الجناة والحد من السرقات والجرائم الأخرى ومساهمة مع رجال الأمن في ضبطها، وشرعياً في تعاونهم مع المحاكم الشرعية في قضايا النسب والقضايا الأخلاقية.


ويتصف بعض هؤلاء (المريّة) بقدرات عجيبة في معرفة المرأة البكر من المرأة المتزوجة بالتعرف على آثار أقدامها إن مشت حافية او منتعلة.. والتمييز بين أثر أقدام الحيوانات كالإبل والمواشي الأخرى والحيوانات المتوحشة.. وتشكل الأقدام المختلفة بما فيها من أصابع وأحجامها على الأرض وسيلة مُعينة للمري وحتى أثر كفرات السيارات وإطاراتها في بعض الحوادث في المناطق الترابية يفطن المري لاختلافها ومعرفة الفرق بينها.

ومهنة قصاص الأثر (المري) يمتهنها ممن لهم في الأصل صلة بالصحراء وبالرعي والزراعة في القرى والأرياف ويتميزون بحدة البصر والذكاء الفطري وهي مهنة عرفها العرب منذ قديم الزمان في باديتهم ومراعي مواشيهم وعرفتها أمم أخرى.. وقص الأثر هو القيافة في اللغة ومنها القائف الذي يعرف الآثار بفراسته.


وعلى الرغم من تطور وسائل ضبط الجناة تقنيًا ومهنيًا كالبصمات وصور الكاميرات والآثار المادية التي يخلفها الجاني بعد ارتكاب جريمته فما زال لقصاص الأثر أهمية لا يستغنى عنها.

فنحمد الله تعالى على نعمة الأمن والأمان الذي تعيشه بلادنا والشكر لقيادتنا الرشيدة على حرصها وجهودها في جميع مناحي حياتنا والشكر موصول لرجال أمننا الساهرين على استتباب الأمن في ربوع بلادنا حرسها الله.

أخبار ذات صلة

النُقّاد الجُدُّد
النُقّاد الجُدُّد
الرحيل
الرحيل
غزَّة والعالم
غزَّة والعالم
هنيئًا لنا بالأمير سلمان
هنيئًا لنا بالأمير سلمان
;
بركة المكان في المسجد النبوي
بركة المكان في المسجد النبوي
أحسنوا الوفادة لصاحبة (السعادة)
«روشن» يحطم عاجي أوروبا
«روشن» يحطم عاجي أوروبا
لولا الحبُّ لمتنا تعاسةً!!
لولا الحبُّ لمتنا تعاسةً!!
;
من قُطب إلى أركون.. (قراءة في بِنية العقليَّة الاتِّباعيَّة)
من قُطب إلى أركون.. (قراءة في بِنية العقليَّة الاتِّباعيَّة)
معاناة موسمية متكررة لطلاب مكة والمدينة
معاناة موسمية متكررة لطلاب مكة والمدينة
مشاهدات وهمية.. وصحافة الأفراد..!
مشاهدات وهمية.. وصحافة الأفراد..!
ورحل رجل الطيب والكرم
;
سحابة مُمطرة
.. إلى مزبلة التاريخ!!
.. إلى مزبلة التاريخ!!
مِشْعال القرية
مِشْعال القرية
الشللية والاحتكار في الفن
الشللية والاحتكار في الفن