author

Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
يوسف بخيت
تلويحة وداع.!
وللدروبِ نهاياتٌ، وللرحلاتِ وصولٌ، هكذَا هو الحالُ مع جميعِ الأشخاصِ والأماكنِ والأزمنة، لا شيءَ يستمرُّ إلى الأبد، تبقَى الذكرياتُ وحدها، يفوحُ عطرُها، تنادينا بينَ الحينِ والآخَر لنلقِي عليها نظراتِ المودَّةِ، ونشاركها لحظاتِ الزمنِ الماضي، نفعلُ ذلك باستمرار، والحنينُ يرحلُ بعقولِنا وأفكارِنا هناك، ويتركُ أجسادَنا المتعَبة هنا...
التفاصيل الصغيرة.!
حياةُ الإنسانِ محصِّلةٌ لمجموعةٍ مِن التجاربِ، يجتازُ خلالَها عددًا مِن التضاريسِ المتنوِّعةِ، فتارةً يصعدُ الجبالَ الوعرةَ، وببلوغِ القمةِ يستنشقُ أوكسجينَ النجاحِ المنعِشِ، وربَّما يصادفُ في طريقِهِ أوديةً سحيقةً مخيفةً، هي أوديةُ الألمِ والحرمانِ والمعاناةِ، ولها أهميتُها الكبيرَةُ في حياتِنَا، إذ تمدُّنَا برصيدٍ عظيمٍ مِن الخبرةِ، يبقَى...
السِّحر الحَلال.!
الإنسانُ ذو العَقلِ الراقي، والقلبِ النقيِّ، تأسرُهُ الأخلاقُ الحسَنة، وتأخذُ بمجامعِ فِكرِهِ الكلمةُ الطيَّبةُ، والمعامَلةُ المتحضِّرَةُ، جميعُ هذهِ الأمورِ لا يمكنُ أن تمُرَّ عليهِ مرورَ الكرامِ كما يُقال، بَل يتوقفُ عندَها وعندَ أصحابِها زمنًا طويلاً، يتأمَّلُ أحوالَهم، ويشعرُ بالامتنانِ حِيالَهُم، ويَرى، بنفْسِهِ السخيَّةِ المتواضِعَةِ، أنَّهُ إنسانٌ...
المقامات اليوسفية (1): رَشَفات.!
قالَ يوسف وهو يتأمّلُ أحوالَ الدُّنيا، وينظرُ إلى حَركةِ المخلوقات: وما الحيَاةُ إلا رَشَفاتٌ بَعْدَ رشَفات، تتنوعُ فِيها الأكوابُ والمشرُوبات، فهذا يحتسِي الشَّهْدَ وعلى وجهِهِ ترتسمُ البَسَمات، وذاكَ يتجرّعُ المرارات، ولا تكفُّ عيناهُ عن سَكْبِ العَبَرات، ومِن مَحَطّةٍ إلى محطةٍ تنتقلُ بِنا الخُطُوات، تَصْعَدُ بنا إلى...
مَواسِم الشَّتات.!
لا يَكادُ الإنسانُ النّاجحُ ينتهي مِن عمَلٍ، إلاَّ وينشغلُ بآخَر، وقد ينهمكُ في أداءِ عَملَين أو أكثَر بوقتٍ واحدٍ، ويتمنَّى بعضُ النابهِين أنْ تمتدَّ ساعاتُ اليوم والليلة لتتجاوزَ أربعًا وعشرين ساعَةً؛ ليتسنَّى لهم إنجازُ واجباتِهم الوظيفيَّة والأسريَّة والشخصيَّة، بينما لا يجدُ الكُسالَى ما يفعلونه، أو هكذَا...
في عالَم الخَيال.!
تحلِّقُ الأرجوحةُ بالأطفالِ عاليًا؛ فيُخيَّلُ إليهِم أنَّ مِن السهولةِ ملامَسة الغُيومِ بأيديهِم، والتقاط قطعةٍ بيضَاء مِنها، بَل إنَّ خيالَهم يأخذُهم إلَى أبعَد مِن ذلك، فيتصوَّرون أنَّهُم يطِيرون بالفِعل علَى مَتْنِ غَيمة، يَنظُرونَ إلَى الكائناتِ مِن تَحتِهم، ويَرونها صغيرةً جدًّا، يَعتقدُون أنَّ أجسادَهم الضئيلةَ أَكبَر حَجمًا مِن...
دِفء الكلِمَات..!
ليس بَرْدُ الشتاءِ القارس وحدَه الذي ترتعشُ منه أطرافُنا، وترتجف بسببِه أضلاعُنا؛ لننكفئَ على أنفُسِنا، ونقلِّبَ دفاترَ ذكرياتِنا، فهناك أسبابٌ عديدةٌ، تسبِّب لنا بَرْدًا مِن نوعٍ آخَر، لا يقِلُّ وجعًا عن بُرودةِ الجوِّ وقسوتِه شتاء، وربما يتجاوزُه في حجمِ الألم وعُمقه، إنَّه عدم الاهتمامِ وبُرود المشاعر،...
تحت المطر.!
الماء حياة، هكذا قرأنا وتعلمنا منذ نعومةِ أظافرِنا، وهي حقيقة نقيّة كنقاءِ ماءِ المطر، ولا عجب أن نشاهدَ الأطفالَ يحبّون اللعبَ تحتَ المطر، ويستهويهم منظرُ المياه المتجمِّعة بعْدَ هُطولِ الأمطار، فنَراهم يمارسون ألعابًا مائيةً لا قوانين لها، يقفزون مِن طَرَفِ الماءِ المتجمِّع إلى طَرَفِه، أو يشقّون...
الأشياء البسيطة.!
تستقبل حواس الإنسان، بشكلٍ يومي، الكثيرَ مِن الأصوات والمَشاهد والمؤثرات المختلفة، كما يشعر أحدُنا بمشاعر لا حصْر لها في يومه وليلته، فربما بدأ صباحه بالضحك مع أطفاله في المنزل، أو زملائه في العمل، وقد يغرق مساءً في الحزن بسبب خبر وفاة قريب أو صديق، هكذا طبيعة...
ضربة حظ.!
لا يمكنُ أن ننكرَ وجودَ الحظِّ في الحيَاةِ، وهو جزءٌ مِن أقدار الله تعالى في مخلوقاته، فأبناءُ الأغنياءِ ينالهم الغنى مِن والديهم، وللذُّريَّةِ نصيبٌ وافرٌ مِن السمعة الطيِّبة لآبائهم وأجدادهم، «وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا»، حتَّى الأمراض الوراثيَّة كالسكَّري والصَّلَع، تنتقل إلى الأجيال التالية، عن طريق المورِّثات (الجينات)،...
 يوسف بخيت