حتى لا يلحق مليار الجامعة بمليار الضنك!!

كانت الاستجابة سريعة.. والعطية جزلة، كما هي عادة ملكنا المحبوب.. فقد تكرم -حفظه الله- باعتماد مليار ومائتي مليون ريال تعويضات لجامعة الملك عبدالعزيز؛ نظير ما لحق بها من أضرار جرّاء السيول التي شهدتها محافظة جدة في الثامن من ذي الحجة الماضي. وحينما يستجيب خادم الحرمين الشريفين بهذه السرعة لطلب الجامعة، ودعمها بهذا المبلغ الضخم، وبشكل عاجل.. فهو بذلك يؤكد استمرار اهتمامه -أيّده الله- بالتعليم، ودعمه بكل ما يحتاج مهما كانت التكاليف. وهذا المبلغ بحسبة بسيطة يمكن أن يؤسس لجامعة جديدة متكاملة. بل هو بالفعل يساوي ميزانية جامعتين من الجامعات الناشئة. ويزيد بـ30 مليونًا عن إجمالي ما خُصص لثلاث جامعات جديدة في ميزانية هذا العام هي جامعات شقراء (478 مليون ريال)، والمجمعة (301) والخرج (465 مليون ريال). ممّا يعني أن إدارة الجامعة ملزمة باستثمار هذا الدعم، وتوجيهه لما يخدم العملية التعليمية، والبرامج الأكاديمية، ويرتقي بمستوى المخرّجات كمًّا وكيفًا. من خلال إنشاء المعامل والمختبرات، وشراء التجهيزات التقنية الحديثة. وبناء مراكز بحثية متكاملة في مجالات النانو والتقنية الحيوية، والأبحاث الطبية والعلمية المعاصرة. خوفي أن تستنفد النسبة العظمى من البنود في مصاريف السفر، والانتدابات، وخارج الدوام، والزيارات الخارجية، والدراسات الاستشارية. أسوة بما حدث في مليار الضنك، حيث كشفت التحقيقات الأخيرة أن خمسة من القائمين عليه (شفطوا) أكثر من مائتي مليون ريال بطريقة غير مشروعه، وطار المليار! ولازالت أسراب البعوض تسرح في شوارع جدة، وأحيائها، وأعداد المصابين بالضنك في تزايد. أخشى أن تنشغل الجهات المختصة في الجامعة بتوزيع المبلغ لترميم المباني، وشراء المكاتب والسيارات، وتظليل المواقف، وبناء الأرصفة، وإقامة الحفلات والمناسبات، وتنسى الجوانب التعليمية. ولذلك أرى أن من حق طلاب الجامعة وأساتذتها، وعموم منسوبيها، بل حتّى سكان جدة أن يعرفوا قنوات صرفها، والبرامج المستهدفة، والخطط الزمنية لإنجازها. ومثل ما رفع الجميع شعار (جامعتي مسؤوليتي) إبّان فترة السيول، فعلينا أن نرفع اليوم جميعًا شعار (ملياري مسؤوليتي). مع ثقتي في كل الأعزاء بإدارة الجامعة وكلياتها، ولكن ليطمئن قلبي.. ودمتم سالمين..