تنتهي حريتي عندما تبدأ حرية الآخرين
تاريخ النشر: 16 فبراير 2019 03:02 KSA
مع ازدياد الفتن وتفشي الأوبئة بمختلف أنواعها بدأت الحرب الباردة باستهداف الدين والعادات والتقاليد المتعارف عليها عن طريق محتويات إلكترونية عديدة وغيرها من الوسائل لزعزعة أصولنا وإضعاف هويتنا والحلقة التي تجمعنا لتصل إلى أهم أهدافها وهو سهولة التمكن منا والولوج في مجتمعاتنا واستثمار ثرواتنا الطبيعية بما يخدم مصالحهم الخاصة فكانت المرأة ونقابها هي أحد المستهدفين لهدم دولنا من خلالها فشنت الحملات والهجمات الكامنة وراء قناع الحريات وكأن حرية المرأة واستقلاليتها تقف على نقابها أو ما تغطي به وجهها وتناثرت الأقوال والفتاوى بين وجوب ارتدائه كفريضة من عدمه وغيرهم كثر من رعاة حقوق المرأة والمطالبين بالمساواة ومن يخدمه هذا الأمر أما الهدف الغائب الحاضر ما هو الا إسقاط المرأة في الوحل وتدني مكانتها. إن ما يحدث اليوم في عالمنا وخصوصًا بين شباب جيلنا من إساءة لمفهوم الحرية أمر ينبئ بالخطر ويبعثر الثوابت التي تربينا عليها فمصطلح الحرية الكامل لا يقوم على حرية الفرد بمنأى عن الجماعة فهي تحتاج الى ضوابط واضحة وحدود تجعلك تسأل دائماً نفسك ما الغرض من حريتي في هذا الأمر مثلا؟، وبالتالي ستجد نفسك أمام اختيارين متعاكسين هنا تحديدًا تبدأ حريتك في اختيار أيهما ستسلك وأيهما صائب.. هل رأيت حجم المسؤولية التي تقع على كاهلك. إن الحرية عمل إذا أحببت ممارسته عليك تعلمه أولاً لنوكن أحرارًا لا ضير نستخدم حريتنا لنواجه آفات العصر لا لنمكنها منَّا لنكون أحرارًا نعلم متى نتحدث لنصنع ومتى نصمت لذات السبب لنكون أحرارًا.. نحترم الرأي الآخر مهما اختلفنا فالحر الحق هو الذي تنتهي حريته عندما تبدأ حرية الآخرين. عزيزتي.. معيار الفضيلة من عدمه أمر معنوي بحت لا يبنى على المظاهر فديننا الحنيف دين معاملة.. لنحسن اختيار ما نتزين به من ابتسامة من كلمة طيبة من تسامح وكرم وعطاء وتضحية وحب الخير من عمل وعدم تكاسل من صدق وتفانٍ هذه هي الحرية الحق التي نحتاجها.