طب الحشود والحجيج

نحن في أشد الحاجة لمعرفة معنى طب الحشود، فهو تخصص يدرَّس في الجامعات على مستوى الماجستير والدكتوراة، فمن منا متخصص في طب الحشود ويحمل درجة الماجستير أو الدكتوراة وكم عدد هؤلاء من المواطنين الذين يحملون شهادات هذا التخصص .

طب الحشود أي Gathering Medicine Mass هو فرع من فروع الطب يتولى استكشاف الآثار، والمخاطر الصحية للحشود والتجمعات الجماهيرية ووضع الإستراتيجيات التي تسهم بشكل إيجابي في تقديم خدمات صحية فعالة أثناء هذه الأحداث. ويرجع السبب في تطور هذا التخصص من فروع الطب إلى حقيقة أن التجمعات البشرية تسفر عن ارتفاع كبير في حالات الإصابات بالأمراض المعدية، الأمر الذي قد يؤدي إلى حوادث أو نوبات مروعة تسفر عن أعداد هائلة من المصابين أو الوفيات لا سمح الله. ويرى البعض في جامعة كولومبيا البريطانية أن طب الحشود هو الملاذ الآمن للرعاية الصحية الوقائية. ومن بين العوامل التي تؤثر على نسبة الإقبال على الرعاية الطبية في التجمعات الجماهيرية هي حالة الطقس ومدة الحدث وما إذا كانت الحشود متحركة أو كثافة الحشود وغير ذلك ومدى سرعة انتشار الأمراض المعدية. أما الأهداف الجوهرية المبتغاة من تقديم خدمات طب الحشود في إحدى الفعاليات فهي الوصول السريع إلى المرضى والمصابين والثبات والنقل الفعال للمرضى والمصابين والرعاية الموضعية للإصابات بالأمراض المعدية. تعمل إدارة الإنذار والاستجابة العالمية التابعة لمنظمة الصحة العالمية على دعم الدول الأعضاء التي تستضيف أعداداً غفيرة من الجماهير. ويحتاج دعم طب الحشود إلى تخطيطات مسبقة.


عقدت مجلة لانسيت The Lancet الطبية مؤتمراً علمياً حول طب الحشود في أكتوبر عام 2010م في المملكة العربية السعودية. فماذا كان حصيلة ذلك المؤتمر وكم من أبنائنا تخصص في طب الحشود وحاز على درجة الماجستير أو الدكتوراة، وأين هم اليوم في مهامهم في موسم هذا الحج وما يدور حول انتشار الأمرض المعدية. لم نسمع ولم نقرأ لهؤلاء المتخصصين في طب الحشود لا تصريحات ولا تقارير. يجتمع في مشعر منى التي لا تزيد مساحته عن 8,7 كم مربع أكثر من مليوني شخص بل وقد بلغ التعداد أكثر من ثلاثة ملايين في عام 1433هـ. لك أن تتخيل أخي القارئ كيف قد أنعم الله على هذا الحشد الهائل من البشر في هذا المشعر ذي المساحة الصغيرة بإنهاء أعماله من دون أمراض خطيرة وذلك بما ألهم الله القائمين عليه من حسن ترتيب وتدبير.

نحن أولى من غيرنا أن يكون بيننا عدد كبير من المواطنين متخصصين في طب الحشود كما يجب أن توفر جامعاتنا الحكومية والخاصة هذا التخصص على مستوى الدكتوراة ويجب على وزارتي الحج والصحة أن تدعما وتتكفلا المبتعثين لهذا التخصص فنحن في أمس الحاجة أكثر من غيرنا أن نتعلم ونتخصص في هذا العلم.


يرى الكثير من خبراء الصحة والممارسين الصحيين أن الرعاية الصحية في الميدان ووسط الحشود البشرية ملاذ آمن للرعاية ما قبل الإصابة بالأمراض المعدية. طب الحشود لا يعني توفير المستشفيات والأسرَّة بل الوقاية من الحاجة إليها، فدرهم وقاية خير من قنطار علاج.

أخبار ذات صلة

قتل طفل لحساب الدَّارك ويب!!
ألا يستحون؟!
الخلايا الجذعية والحبل الشوكي
أقمار من خشب!!
;
هُويتنا وقيمنا وأخلاقياتنا العربية والإسلامية.. في خطر
رجع الصدى
لا شيء في الضوضاء.. غير وجهك يا معطاني!
القمع من المهد إلى اللحد!!
;
رحم الله معالي الدكتور عبدالله المعطاني
التحريض على الفسق والفجور
أبلة زهرة.. ومدرسة «الفتاة»
العناية بالمواهب عبر التاريخ
;
أبناؤنا.. والإنترنت المظلمة!
ذاكرة المطوفات.. ‏إضاءات تاريخية مشرقة
مقرر الكتابة الوظيفية والإبداعية.. مهلًا!
محمد بن سلمان.. و «رؤية 2030»