جناح فراشة

يسألني صديق عزيز في نقاش ودي عن حرب روسيا لأوكرانيا، وهل سوف يتأثر منها العالم؟!

وهل سوف تتسع الحرب، ويُستَخدم بها السلاح الأخطر على الأرض والبشرية؟!

ولأنني لست خبيراً سياسياً أو عسكرياً، ذكرت بيت من قصيدة * الشريف بركات..

ولّيت يا ذا الدهر ما أكثر بلاويك

الله يزودنا السلامة من أتلاك..!!

ولكنه جعلني أتوقَّف قليلاً، وحرك أفكاراً ركضت مُبادِرة مسرعة إلى ذهني، كان منها: نظرية الفوضى المعروفة بـ «فراشة لورنزو»، وهي تحريك فراشة لجناحيها في مكان ما، كفيل بأن يُسبِّب إعصاراً في مكان آخر.

نعم، بعدها أيقنت أنه سوف يتأثر العالم أجمع على كافة الأصعدة والمجالات، وأهمها السياسية، والاقتصادية على وجه التحديد.

سياسياً أتوقع أن يعود القطب الذي تفكَّك عام ١٩٩١؛ ولكن بدون المطرقة والمنجل، قد يعود بحلفاءٍ جُدد، كالصين وكوريا الشمالية وبعض من الدول التي انفصلت عنه، وعلى أقل تقدير اقتصادياً، أعلم بأن هناك مَن يُعارضني الرأي لهذا التوقُّع، ولكن ما جعلني أقول هذا التوقُّع، هو ذبذبة جناح الفراشة.

أما من الناحية الاقتصادية، فأنا أُجزم قطعاً؛ لأن روسيا هي ثالث أكبر دولة تُصدِّر النفط بعد أمريكا والسعودية، بل إن روسيا لديها الغاز الذي يعتبر مصدر أساسي للطاقة؛ حيث تُصدِّر ٣٥٪ لأوروبا.. لاسيما بأن روسيا هي أكبر مُصدِّر للقمح في العالم، واليوم هي بطريقها لكي تستولي على رابع مُنتج للحبوب بالعالم.

إذاً يا صديقي (هشام ) أستطيع أن أُجيب على سؤالك الآن.. (تحريك فراشة لجناحيها في مكانٍ ما، كفيل بأن يُسبِّب إعصاراً في مكانٍ آخر).

بوصلة:

* ما أخطاك ما صابك ولو كان راميك..

واللي يصيبك لو تتقيت ما أخطاك..!!