الآفة وتبعات الاغتراب

إن الإنسان السويَّ، المسالم مع نفسه والآخرين والمتصالح مع ذاته وذوات الذين يعيشون حوله، الذي يحبّ السلام داخله وينثره على أهله وجيرانه ومجتمعه عبقًا ووردًا وزهرًا كشجرة الخير كلما هززتها تتساقط خيرًا ومحبة وأخوّة وانتماء وولاء للمكان على مَرّ الزمان، إن ذلك لا يتماشى إلا مع مَن جعل الخيرات تسابقه وتسبقه في مضمار الشرف والسمو والشموخ، وإن أي انحراف عن هذه المبادئ والقيم الإنسانية السامقة والشامخة تسقط في وحَلْ المياة الراكده ويتطاير منها بعوض الكراهية والتعصّب والانغلاق عن أهله ومجتمعه والخاسر الأكبر هو وحده ثم تطال للأسف كل مَن يلتصق به لتصبح عدوى مزمنة لا تنفكّ إلا بالخراب والدمار والعياذ بالله!

والأغرب والمتوقع معًا تصل في نهاية البداية إلى الإدمان ويصبح منبوذًا من الجميع، والمشكلة الكبرى أن نيران الوحدة تتقافز وهكذا في أشواطٍ إضافية وقد لا تنتهي حتى بركلات الترجيح، إن الخطر قادم والتنبيه لازم إذا حلّت هذه الآفة في مجتمع دمَرته ومزقته وشتته ويصبح ويمسي من يتعاطى الوحدة في بؤرة الشر ومساقط الظلام وعدم التصالح مع الذات ونبذ حياته ومنها تتولّد الكراهية لنفسه ومن حوله ويشنّ أفضح وأفظع وأشنع الشتائم والسِباب على كل أفراد مجتمعه.

إن السبب الحقيقي وراء ذلك هو آفة المخدرات، فالحملة التي تقوم بها مملكتنا القوية الضاربة على كل يدٍ تمسُّ البلاد والعباد بِشَرٍّ أو المساس بأمنها وحدودها ترد في نحره ويحاسب حسابًا عسيرًا ويعاقب أشد وأغلظ أنواع العقوبات المنصوصة عليها دينًا وشرعًا، إن تلك الجهود لرجالات الدولة الأشاوس وعلى رأسها مكافحة المخدرات تقف بالمرصاد لكل مَنْ تسوِّل له نفسه الضرر بالكيان أو الأفراد.. كلٌ لا يتجزّأ من منظومة الحرب على المتعاطي أو المروج أو من له صلة بهما.

وأخيرًا...

شكرًا صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.. قدمت لنا كشعب قدوة تحتذى ونبراسًا يمشي علي خطواته أجيالنا، وقناديل حزم وعزم بمحاربتكم للفساد والفكرالضال والمخدرات وجعلتموها وغيرها من أولويات سموكم الكريم فالله يحفظكم ويطول عمركم. سِرْ بنا يا سمو الأمير ونحن معك، وانطلق للمعالي ونحن كجناحين تطير بنا إلى الغمام وعنان السماء طموحًا ونحوم كصقور على جبال طويق نرفرف.. ارفع رأسك أنت سعودي.